أن يغتسل ويصلّي ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة يقرأ في كلّ ركعة سورة الحمد مرّة وقل هو الله أحد عشر مرّات وآية الكرسي عشر مرّات وإنا أنزلناه عشراً، فهذا العمل يعدل عند الله عزّ وجلّ مائة ألف حجة ومائة ألف عمرّة ويوجب أن يقضي الله الكريم حوائج دنيا ه وآخرته في يسر وعافية ولا يخفى عليك أنّ السيد في (الاقبال) قدّم ذكر سورة القدر على آية الكرسي في هذه الصلاة وتابعه العلّامة المجلسي في «زاد المعاد» فقدّم ذكر القدر كما صنعت أنا في سائر كتبي ولكني بعد التتبّع وجدت الأغلب ممّن ذكروا هذه الصلاة قد قدّموا ذكر آية الكرسي على القدر واحتمال سهو القلم من السيد نفسه أو من الناسخين لكتابه في كلّا موردي الخلاف وهما عدد الحمد وتقديم القدر بعيد غاية البعد كاحتمال كون ما ذكره السيد عملاً مستقلاً مغايراً للعمل المشهور والله تعالى هو العالم. والأفضل أن يدعو بعد هذه الصلاة بهذا الدعاء:


ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ،

ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لاتخلف الميعاد . اللهم انى أشهدك وكفى بك شهيدا ، واشهد

ملائكتك وحملة عرشك وسكان سماواتك وأرضك بأنك أنت الله لا اله الا أنت ، المعبود الذي ليس وجهك الكريم ،

لا اله الا أنت المعبود لا معبود سواك ، تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك ،

وأشهد أن عليا أمير المؤمنين ووليهم ومولاهم ومولاي ، ربنا سمعنا النداء ، وصدقنا المنادى ، رسولك صلى الله عليه

وآله ، إذ نادى نداء عنك بالذى أمرته أن يبلغ عنك ما أنزلت إليه من موالاة ولى المؤمنين وحذرته وأنذرته ان لم يبلغ

أن تسخط عليه ، وأنه إذا بلغ رسالاتك عصمته من الناس . فنادى مبلغا وحيك ورسالاتك : الأمن كنت مولاه فعلى

مولاه ، ومن كنت وليه فعلى وليه ، ومن كنت نبيه فعلى أميره . ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا عبدك الذي

أنعمت عليه ، وجعلته مثلا لبنى إسرائيل ، ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك السوى

المستقيم ، محجتك البيضاء ، وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه ، وسبحان الله عما يشركون بولايته

وبأمره ربهم باتخاذ الولايج من دونه . فأشهد يا الهي أن الإمام الهادي المرشد الرشيد على بن أبى طالب صلوات الله

عليه أمير المؤمنين ، الذي ذكرته في كتابك فقلت : ( وانه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم ) . اللهم فانا نشهد بأنه عبدك

الهادى من بعد نبيك النذير المنذر ، والصراط المستقيم وإمام المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وحجتك البالغة ،

ولسانك المعبر عنك في خلقك ، والقائم بالقسط بعد نبيك ، وديان دينك ، وخازن علمك ، وعيبة وحيك ، وعبدك وأمينك

المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاقك وميثاق رسلك من خلقك وبريتك بالشهادة والإخلاص بالوحدانية . بأنك أنت الله لا اله

الا أنت ، ومحمد عبدك ورسولك وعلى أمير المؤمنين ، وجعلت الإقرار بولايته تمام توحيدك والإخلاص لك بوحدانيتك

واكمال دينك وتمام نعمتك على جميع خلقك ، فقلت وقولك الحق : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي

ورضيت لكم الإسلام دينا ) . فلك الحمد على ما مننت به علينا من الإخلاص لك بوحدانيتك ، وجدت علينا بموالاة

وليك الهادى من بعد نبيك النذير المنذر ، ورضيت لنا الإسلام دينا بمولانا وأتممت علينا نعمتك بالذي جددت لنا عهدك

وميثاقك ، وذكرتنا ذلك . وجعلتنا من أهل الإخلاص والتصديق لعهدك وميثاقك ، ومن أهل الوفاء بذلك ، ولم تجعلنا

من الناكثين والمكذبين بيوم الدين ، ولم تجعلنا من المغيرين والمبدلين والمحرفين والمبتكين آذان الأنعام ، والمغيرين

خلق الله ، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ، وصدهم عن السبيل والصراط المستقيم .


وأكثر من قولك : اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمبدلين والمكذبين ، الذين يكذبون بيوم الدين من الأولين والآخرين .


ثم قل : اللهم لك الحمد على نعمتك علينا بالذي هديتنا إلى موالاة ولاة أمرك من بعد نبيك ، والأئمة الهادين الذين جعلتهم

أركانا لتوحيدك ، وأعلام الهدى ومنار التقوى ، والعروة الوثقى ، وكمال دينك ، وتمام نعمتك ، ومن بهم وبموالاتهم

رضيت لنا الإسلام دينا ، ربنا فلك الحمد . آمنا بك وصدقنا بنبيك الرسول النذير المنذر ، واتبعنا الهادي من بعد النذير

المنذر ، ووالينا وليهم وعادينا عدوهم ، وبرئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين بيوم الدين . اللهم فكما كان من شأنك

يا صادق الوعد ، يامن لا يخلف الميعاد ، يامن هو كل يوم في شأن ، أن أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك ، المسؤول

عنهم عبادك ، فانك قلت : ( ولتسئلن يومئذ عن النعيم ) ، وقلت : ( وقفوهم انهم مسؤولون ) . ومننت بشهادة الإخلاص

لك بولاية أوليائك الهداة من بعد النذير المنذر ، السراج المنير ، وأكملت لنا الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم ،

وأتممت علينا النعم بالذى جددت لنا عهدك ، وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدء 4 خلقك ايانا . وجعلتنا من أهل

الاجابة ، وذكرتنا العهد والميثاق ، ولم تنسنا ذكرك ، فانك قلت : ( وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم

وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى ) . شهدنا بمنك بأنك أنت الله لا اله الا أنت ربنا وأن محمدا عبدك

ورسولك نبينا ، وأن عليا أمير المؤمنين ولينا ومولانا ، وشهدنا بالولاية لولينا ومولانا من ذرية نبيك من صلب ولينا

ومولانا على بن أبى طالب أمير المؤمنين عبدك الذي أنعمت عليه . وجعلته في أم الكتاب لديك عليا حكيما ، وجعلته

آية لنبيك وآية من آياتك الكبرى ، والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ، والنباء العظيم الذي هم عنه معرضون ، وعنه

يوم القيامة مسؤولون ، وتمام نعمتك التي عنها يسأل عبادك إذ هم موقوفون ، وعن النعيم مسؤولون . اللهم وكما كان

من شأنك ما أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم ، فليكن من شأنك أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تبارك لنا في

يومنا هذا الذى ذكرتنا فيه عهدك وميثاقك ، وأكملت لنا ديننا وأتممت علينا نعمتك ، وجعلتنا بنعمتك من أهل الإجابة

والإخلاص بوحدانيتك ، ومن أهل الإيمان والتصديق بولاية أوليائك والبراءة من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين

المكذبين بيوم الدين . فأسألك يا رب تمام ما أنعمت علينا ولا تجعلنا من المعاندين ، ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين ،

واجعل لنا قدم صدق مع المتقين . واجعل لنا من لدنك رحمة واجعل لنا من المتقين إماما إلى يوم الدين ، يوم يدعى كل

أناس بإمامهم ، واجعلنا في ظل القوم المتقين الهداة بعد النذير المنذر والبشير ، الأئمة الدعاة الى الهدى ، ولا تجعلنا

من المكذبين الدعاة إلى النار ، وهم يوم القيامة وأولياؤهم من المقبوحين . ربنا فاحشرنا في زمرة الهادي المهدي وأحينا

ما أحييتنا على الوفاء بعهدك وميثاقك المأخوذ منا على موالاة أوليائك ، والبراءة من أعدائك المكذبين بيوم الدين ،

والناكثين بميثاقك ، وتوفنا على ذلك ، واجعل لنا مع الرسول سبيلا ، اثبت لنا قدم صدق في الهجرة إليهم . واجعل

محيانا خير المحيا ومماتنا خير الممات ومنقلبنا خير المنقلب ، على موالاة أوليائك والبراءة من أعدائك ، حتى تتوفانا

وأنت عنا راض ، قد أو جبت لنا الخلود في جنتك برحمتك والمثوى في جوارك والإنابة إلى دار المقامة من فضلك ،

لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب . ربنا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك ، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين ، فقلت :

( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) ، وقلت : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) .

ربنا سمعنا وأطعنا ربنا ثبت أقدامنا وتوفنا مع الأبرار ، مسلمين مسلمين مصدقين لأوليائك ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ

هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ، ربنا آمنا بك وصدقنا نبيك ، ووالينا وليك والأولياء من بعد نبيك ،

ووليك مولى المؤمنين على بن أبى طالب صلوات الله عليه ، والإمام الهادي من بعد الرسول النذير المنذر والسراج

المنير . ربنا فكما كان من شأنك أن جعلتنا من أهل الوفاء بعهدك بمنك علينا ولطفك لنا ، فليكن من شأنك أن تغفر لنا

ذنوبنا وتكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد.

ربنا آمنا بك ، ووفينا بعهدك ، وصدقنا رسلك ، واتبعنا ولاة الأمر من بعد رسلك ، ووالينا أوليائك ، وعادينا أعداءك

فاكتبنا مع الشاهدين ، واحشرنا مع الأئمة الهداة من آل محمد الرسول البشير النذير . آمنا يا رب بسرهم وعلانيتهم ،

وشاهدهم وغائبهم ، وبحيهم وميتهم ، ورضينا بهم أئمة وسادة وقادة لا نبتغى بهم بدلا ولا نتخذ من دونهم ولائج أبدا .

ربنا فأحينا ما أحييتنا على موالاتهم ، والبراءة من أعدائهم ، والتسليم لهم والرد إليهم ، وتوفنا إذا توفيتنا على الوفاء لك

لهم بالعهد والميثاق ، والموالاة لهم والتصديق والتسليم لهم ، غير جاحدين ولا ناكثين ولا مكذبين . اللهم انى أسألك

بالحق الذى جعلته عندهم ، وبالذي فضلتهم على العالمين جميعا ، أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه بالوفاء

لعهدك ، الذي عهدت إلينا والميثاق الذي واثقتنا به من موالاة أوليائك وتمن علينا بنعمتك ، وتجعله عندنا مستقرا ثابتا ولا

تسلبناه أبدا ، ولا تجعله عندنا مستودعا فانك قلت : ( فمستقر ومستودع ) ، فاجعله مستقرا ثابتا . وارزقنا نصر دينك .

مع ولى هاد من أهل بيت نبيك قائما رشيدا هاديا مهديا من الضلالة إلى الهديا واجعلنا تحت رايته وفى زمرته شهداء

صادقين ، مقتولين في سبيلك وعلى نصرة دينك .

ثم سل بعد ذلك حوائجك للآخرة والدنيا


المصدر
مفاتيح الجنان