صمم المنصور ، على إغتيال الامام الصادق عليه‌ السلام ، فأشخصه من يثرب إلى بغداد ، وأمر حاجبه الربيع ، أن يأتي به في غلس الليل على الحالة التي يجده فيها ، فأوعز الربيع ، إلى ولده وكان فظا غليظا بمداهمة الامام ، وحمله على ما هو عليه إلى المنصور ، وسارع في مهمته ، فوجد الامام ماثلا أمام الله يصلي ، وعليه قميص ، ومنديل قد أئتزر به ، فحمله إلى المنصور ، فلما رآه انتهره ، وقابله ، بأقسى القول ومره ، وانتضى سيفا كان معه أراد قتله ، والامام يعتذر منه ، وقد دعا الامام عليه‌ السلام بهذا الدعاء : « اللّهُمَّ ، احْرُسْني ، بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَاكْنُفْني ، بِرُكْنِكَ الذي لا يُضَامُ ، وَاغْفِرْ لي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، رَبِّ لا أَهْلَكُ ، وَأَنْتَ الرَّجَاُء ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ أَعَزُّ وَأَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، بِالله أَسْتَفْتِحُ ، وَباللهِ أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَدٍ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله أَتَوَجَّهُ ، يا كَافِيَ إبْرَاهِيمَ نَمْرُودَ ، وَمُوسى فِرْعَونَ ، إكْفِني ما أَنَا فِيهِ ، اللهُ ، اللهُ رَبِّي ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، حَسْبِيَ الرَبُّ مِنَ المرْبُوبينَ ، حَسْبِيَ الخَالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ ، حَسْبِيَ المَانِعُ مِنَ المَمْنُوعِينَ ، حَبْسِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِيَ ، حَسْبِيَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ


المصدر:
الصحيفة الصادقية