كان الإمام الجواد عليه السلام يزرع روح الأمل والصبر في قلوب المؤمنين ليسلّحهم بالسلاح الفاعل عند مقارعتهم للظلم والطغيان وتحركهم ضده.

لقد أشار إلى يوم يعاقب فيه الظالم عندما ينتصر العدل فينتقم للمظلومين من جوره اشد الانتقام. إن حمل المستضعفين لهذا المفهوم ومعايشتهم إياه يصنع منهم قوة لا تلين وثورة لا تقاوم. روى الإمام الجواد عليه السلام :(يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم) (٤) .

ولقد روى عليه السلام :(أن صبر المؤمن على البلاء من أشد الأسلحة ضد الظالمين) ، وقال عليه السلام :(الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها) (٥) .

كما أنه عليه السلام روى عن جده أمير المؤمنين عليه السلام المنهاج الذي ينبغي أن يلتزم به المؤمنون ليبلغوا غاياتهم السامية.

ـــــــــ

(١) الزخرف (٤٣): ٦٧.

(٢) مستدرك عوالم العلوم: ٢٣ / ٢٧٩.

(٣) مستدرك عوالم العلوم: ٢٣ / ٢٧٥.

(٤) مستدرك عوالم العلوم: ٢٣ / ٢٧٨.

(٥) مستدرك عوالم العلوم: ٢٣/٢٧٨.


عنه عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:(من وثق بالله أراه السرور، ومن توكل عليه كفاه الأمور، والثقة بالله حصن لا يتحصن فيه إلا مؤمن أمين، والتوكل على الله نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو، والدين عزّ، والعلم كنز، والصمت نور، وغاية الزهد الورع، ولا هدم للدين مثل البدع، ولا أفسد للرجال من الطمع، وبالراعي تصلح الرعية، وبالدعاء تصرف البليّة، ومن ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر، ومن عاب عيب، ومن شتم أجيب، ومن غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى) (١) .