ركّز الإمام الجواد عليه السلام على ضرورة ابتعاد المسلم عن مجاراة الظالمين والركون إليهم، ودعا إلى رفضهم والابتعاد عنهم.

فقد روى عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله:(العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء) (٣) .

وكذلك ما رواه عنه عليه السلام :(من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه) (٤) .

كما أنه عليه السلام شدّد على عدم طاعة المنحرفين والاستماع إليهم واعتبر ذلك كالطاعة والاستماع للشيطان. قال عليه السلام :(من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس) (٥) .

ـــــــــ

(١) مستدرك عوالم العلوم: ٢٣ / ٢٧٦.

(٢) مستدرك عوالم العلوم: ٢٣ / ٢٧٦.

(٣) مستدرك عوالم العلوم:: ٢٣ / ٢٧٨.

(٤) مستدرك عوالم العلوم: ٢٣ / ٢٨٠.

(٥) تحف العقول: ٤٥٦.


وبلحاظ الرفض الشديد للظالمين والتنديد بهم كان للإمام الجواد عليه السلام تفسير مهم لمعنى التديّن يتضح من قوله عليه السلام :(أوحى الله إلى بعض الأنبياء: أما زهدك في الدنيا فتعجّلك الراحة، وأما انقطاعك إليّ فيعزِّزك بي، ولكن هل عاديتَ لي عدوّاً وواليت لي ولياً) (١) فالدين حسب هذه الرواية، يتحقق بموالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله، وعدم مهادنتهم ومسالمتهم ولإذكاء هذه الروح عند الأمة كان ينقل حديث جده أمير المؤمنين عليه السلام عندما قال لأبي ذر:(إنما غضبت لله عزَّ وجلَّ فارج من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك، والله لو كانت السماوات والأرضون رتقاً على عبد، ثم اتقى الله لجعل الله له منها مخرجاً، لا يؤنسنّك إلاّ الحق، ولا يوحشنّك إلاّ الباطل) (٢) .