وعاش أكثر خلفاء بني العبّاس عيشة اللهو والطرب والمجون، عيشة ليس فيها ذكر لله ولا لليوم الآخر، وقضوا أيامهم في هذه الحياة التافهة التي تمثّل السقوط والانحطاط.

ـــــــــ

(١) أمراء الشعر العربي: ٤٥.

(٢) أمراء الشعر العربي: ٤٥.

(٣) الإسلام والحضارة العربية: ٢ / ٢٣٠.

(٤) الإسلام والحضارة العربية: ٢ / ٢٣١.


 

 

وقد روى أحمد بن صدقة قال: دخلت على المأمون في يوم السعانين(١) وبين يديه عشرون وصيفة جلباً روميات مزنرات قد تزيّنّ بالديباج الرومي وعلّقن في أعناقهنّ صلبان الذهب، وفي أيديهنّ الخوص والزيتون.

وكان من مظاهر الحياة اللاهية لعبهم بالنرد والشطرنج، والعناية بتربية الحمام والمغالاة في أثمانه(٢) كما تهارشوا بالديوك والكلاب(٣) ولعبوا بالميسر وقد انتشر ذلك حتى في حانات الفقراء(٤) .

ومن المؤسف أنّ الطرب والمجون قد سرى إلى بعض المحدّثين الذين يجب أن يتّصفوا بالإيمان والاستقامة فقد ذكر الخطيب البغدادي عن المحدّث محمّد بن الضوء إنّه ليس بمحلّ لأن يؤخذ عنه العلم ; لأنّه كان من المتهتّكين بشرب الخمر والمجاهرة بالفجور، وكان أبو نؤاس يزوره في الكوفة في بيت خمّار يقال له جابر(٥) .