اهتم الإسلام بالحالة الاقتصادية وازدهارها، واعتبر الفقر كارثة مدمّرة يجب القضاء عليه بكافة الطرق والوسائل، وألزم ولاة الأمور والمسؤولين أن يعملوا جاهدين على تنمية الاقتصاد العام، وزيادة دخل الفرد، وبسط الرخاء والرفاهية بين الناس ليسلم المسلمون من الشذوذ والانحراف الذي هو ـ على الأكثر ـ وليد الفقر والحرمان، وكان من بين ما عنى به أنّه حرّم على ولاة الأمور إنفاق أموال الدولة في غير صالح المسلمين، ومنعهم أن يصطفوا منها لأنفسهم وأقربائهم، ومن يمتّ إليهم، ولكن ملوك بني العبّاس تجاهلوا ما أمر به الإسلام في هذا المجال فاتّخذوا مال الله دولاً وعباد الله خولاً، وأنفقوا أموال المسلمين على شهواتهم وملاذهم من دون تحرج!!، وقد أدّت هذه السياسة المنحرفة إلى أزمات حادّة في الاقتصاد العام، حيث انقسم المجتمع إلى طبقتين: الأولى وهي الطبقة الراقية في الثراء التي لا عمل لها إلاّ اللهو واللعب، والأخرى الطبقة الكادحة التي تزرع الأرض، وتعمل في الصناعة، وتشقى في سبيل أولئك السادة ولا تحصل بجهدها إلاّ على ما يسدّ رمقها، وترتّب على فقدان التوازن في الحياة

ـــــــــ

(١) راجع: حياة الإمام محمد الجوادعليه‌السلام : ٢٠٣ ـ ٢٠٥.


 

 

الاقتصادية انعدام الاستقرار في الحياة السياسية والاجتماعية على السواء(١) وفيما يلي نتحدث ـ بإيجاز ـ عن الحياة الاقتصادية في ذلك العصر