جمع أبو سفيان عدداً من فرسان قريش وقادهم نحو المدينة تدفعهم نواياهم الغادرة إلى الفتك بالمسلمين وردّ اعتبار قريش المفقود في بدر. وعلى مقربة من المدينة عاثوا في الأرض فساداً وكرّوا فارّين خوفاً من أن تنالهم سيوف المسلمين.

وخفّ النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم والمسلمون في أثر المشركين يدفعهم ولاؤهم لدينهم تأكيداً منهم على الدفاع عن سيادة الدولة الفتية وحفظها من أيادي السوء...

وقد اتخذ المشركون كل ما يعينهم على الهرب فألقوا ما معهم من (سويق) وهو مؤونتهم، والتقطه المسلمون من خلفهم وسميت الغزوة بذلك غزوة السويق وكان هذا خزياً آخر لحق قريشاً. وتأكيداً للقبائل التي تطاير الخبر إليها أنّ وجود الإسلام كقوة منظمة قد أصبح واقعاً مفروضاً .

ــــــــــــ

(١) المغازي: ١ / ١٧٦.


وكان همّ النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم في هذه المرحلة توفير الأمان في أوساط المجتمع المسلم في المدينة وصدّ أيّ عدوان محتمل. على أن بعض القبائل التي كانت تأبى الدخول في الإسلام وتبطن العداء له لم تكن لتهتدي إلى تصرف مناسب مع الرسول والمسلمين، فكانوا يعدون العدّة للهجوم على المدينة ويفرّون حين يسمعون بخروج النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم لهم.

وخرجت سرية اُخرى بقيادة زيد بن حارثة بعد أن وجهها النبيّ صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم

لقطع الطريق الجديد لتجارة قريش عن طريق العراق. وقد نجحت السرية في مهمتها.