من الأفكار السائدة عند كثير من المسلمين هي عدم ارتباط الدين بالسياسة، وأنّه لا يليق بالأئمة والفقهاء أن يكونوا سياسيين، أو يتولوا المناصب السياسية، وأن الزهد في الحكومة والخلافة هو مقياس التقييم، وقد حاول العباسيون تركيز هذا المفهوم عند المسلمين، فأراد الإمام عليه السلام بقبوله بولاية العهد أن يصحح هذه الأفكار السياسية الخاطئة ويوضّح للمسلمين وجوب التصدي للحكم إن كانت الظروف مناسبة للتصدي.

والأفكار الخاطئة حقيقة قائمة، فقد دخل أحد أنصار الإمام عليه السلام عليه وقال له: يا ابن رسول الله، إن الناس يقولون إنك قبلت ولاية العهد، مع إظهارك الزهد في الدنيا(1) .

ولا يمكن إزالة هذه الأفكار عن طريق التربية والتوجيه البياني فقط لأن هذه المهمة تحتاج إلى وقت طويل ونشاط إضافي، ولكنّها ستزول بالتوجيه العملي المباشر، وهو قبول ولاية العهد.

____________________

(1) علل الشرائع: 239.