إن المعارضين لحكم المأمون سينظرون إلى الإمام عليه السلام على أنه جزء من الحكومة القائمة، وتتعمّق هذه النظرة حينما يجدون أن إخوة الإمام عليه السلام وأبناء عمومته قد أصبحوا ولاة وأمراء على الأمصار، وبالفعل فقد عيّن المأمون العباس وإبراهيم أخويّ الإمام عليه السلام ولاة على الكوفة واليمن(4) .

ففي هذه الحالة أصبح باقي المعارضين وجهاً لوجه أمام أنصار

____________________

(1) فرائد السمطين: 2 / 214.

(2) علل الشرائع: 238.

(3) فرائد السمطين: 2 / 215.

(4) تاريخ ابن خلدون: 5 / 527، 532.


الإمام عليه السلام ، وهذا يعني تفتيت جبهة المعارضة، فإذا أرادت المعارضة القيام بحركة مسلحة فإنها ستواجه الوالي العلوي مباشرة، ويقوم الوالي بإصدار الأوامر لقمعها، وتلقى المسؤولية عليه، وكان المأمون يتمنى هذا الأمر فلجأ إلى تولية الإمام عليه السلام ولاية العهد ليحقق هذه الأمنية، وإضافة إلى ذلك فإنه أراد أن يلقي مسؤولية بعض المفاسد الإدارية والحكومية على من نصّبهم في الأمصار من أهل البيت عليهم السلام أو من أتباعهم.