وجود الإمام عليه السلام في العاصمة إلى جنب المأمون يعني ابتعاده عن قواعده الشعبية، وتحجيم الفرص المتاحة للاجتماع بوكلائه ونوّابه المنتشرين في شرق الأرض وغربها، وإبعاد الإمام عليه السلام عن قواعده يعني التقليل من التوجيه والإرشاد المباشر لها، ومن خلال ذلك يمكن مراقبة الإمام عليه السلام مراقبة دقيقةً ومعرفة تحركاته ولقاءاته اليومية، فقد قام المأمون بتقريب هشام بن إبراهيم الراشدي، وقد كان ممّن يتقرّب إلى الإمام عليه السلام ويحاول الاختصاص به وولاّه حجابة الإمام عليه السلام ، فكان ينقل الأخبار إليه، وكان يمنع من اتصال كثير من مواليه به، وكان لا يتكلم الإمام في شيء إلاّ أورده هشام على المأمون(2) .