إن الإمام عليه السلام مسؤول عن دعوة الأُمة للارتباط بالإمام الحق وبالمنهج الحق، والمتجسّد بإمامته وبمنهج أهل البيت عليهم السلام ، ولذلك فإنّه لا يتوانى عن هذه المسؤولية، ومن هنا كان تفكير المأمون منصباً على منع الإمام من الدعوة لنفسه، أو تحجيم سعة الدعوة، والمتعارف عليه أن ولي العهد يدعو للحاكم الفعلي ثم يدعو لنفسه، وقد عبّر المأمون عن دوافعه بالقول: قد كان هذا الرجل مستتراً عنّا يدعو إلى نفسه دوننا، فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه إلينا(1) .