لقد اعتقل الإمام الكاظم عليه السلام في سنة (179 هـ ) قبل التروية بيوم، أي في اليوم السابع من ذي الحجة سنة ( 179 هـ ) على رواية، وفي يوم (27) رجب سنة (179 هـ ) كما في رواية أخرى(4) .

وبعد خمسين يوماً من اعتقاله دخل اسحاق وعلي ابنا عبد الله بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام على عبدالرحمن بن أسلم وهو في مكة ومعهما كتاب الإمام الكاظم عليه السلام بخطه فيه حوائج قد أمر بها، فقالا: إنه أمر بهذه الحوائج من هذا الوجه، فاذا كان من أمره شيء فادفعه إلى ابنه

____________________

(1) عيون أخبار الرضا: 1 / 29.

(2) عيون أخبار الرضا: 1 / 28.

(3) عيون أخبار الرضا: 1 / 32.

(4) بحار الأنوار: 48 / 206 - 207.


عليّ فإنه خليفته والقيّم بأمره(1) .

وفي طريقه عليه السلام إلى سجن البصرة أرسل على عبد الله بن مرحوم فدفع اليه كتباً وأمره ان يوصلها إلى ابنه عليّ وقال له: فإنّه وصيي والقيّم بأمري وخير بنيّ(2) .

ومن داخل سجن البصرة أرسل كتباً إلى أصحابه يوصي بها إلى ابنه الإمام الرضا عليه السلام :

فعن الحسين بن مختار قال: خرجت إلينا ألواح من أبي الحسن عليه السلام - وهو في الحبس - عهدي إلى أكبر ولدي(3) .

في سنة (180 هـ ) - بناءً على رواية بقاء الإمام سنة في البصرة - وصل الإمام الكاظم عليه السلام إلى بغداد، فدخل عليه علي بن يقطين فوجد عنده عليّ الرضا عليه السلام فقال له: (يا علي بن يقطين هذا عليّ سيّد ولدي، أما إني قد نحلته كنيتي).

وحينما حدّث هشام بن الحكم بذلك قال له هشام: أخبَرك أنّ الأمر فيه من بعده(4) .

وفي الفترة بين سنة (181 هـ ) وسنة ( 183 هـ ) كتب من الحبس إلى عليّ ابن يقطين: (ان ابني سيد ولدي وقد نحلته كنيتي)(5) .

____________________

(1) عيون أخبار الرضا 1 / 39.

(2) عيون أخبار الرضا: 1 / 27.

(3) الكافي: 1 / 312، وعيون أخبار الرضا: 1/300، والإرشاد: 2/250 عن الكليني وعنه في الغيبة للطوسي: 36/12 وإعلام الورى: 2/46 وعن الإرشاد في كشف الغمة: 3/61 وعن الإرشاد والإعلام والغيبة في بحار الأنوار: 49/24.

(4) الكافي: 1 / 311 وعنه في الإرشاد: 2/249 وعيون أخبار الرضا: 1/21، والغيبة للطوسي: 35.

(5) الكافي: 1 / 313، يبدو أن الإبهام من الراوي في ظرف نقل الخبر باعتبار حراجة الظرف والمقصود به الإمام الرضا عليه السلام فالنص هكذا: إنّ علياً ابني سيّد ولدي.