وأوصى الإمام عليه السلام ولده الإمام الرضا عليه السلام وعهد إليه بالأمر من بعده على صدقاته ونيابته عنه في شؤونه الخاصة والعامة وقد أشهد عليها جماعة من المؤمنين وقبل أن يدلي بها ويسجّلها أمر بإحضار الشهود.

٧ ـ صلابة الإمام وشموخه أمام ضغوط الرّشيد:

وبعد ما مكث الإمام عليه السلام زمناً طويلاً في سجن هارون تكلّم معه جماعة من خواصّ شيعته فطلبوا منه أن يتكلم مع بعض الشخصيات المقرّبة عند الرشيد ليتوسط في إطلاق سراحه، فامتنع عليه السلام وترفّع عن ذلك وقال لهم:(حدثني أبي عن آبائه أن الله عزّ وجلّ أوحى إلى داود، يا داود إنه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني، وعرفت ذلك منه إلا قطعت عنه أسباب السماء، وأسخت الأرض من تحته) (٢) .

الإمام الكاظم عليه السلام يتحدّى كبرياء هارون

لقد تنوعت ضغوط هارون على الإمام هو في السجن، ونجد الإمام عليه السلام وهو في أوج المحنة يتحدّى كبرياء هارون بكل صلابة وشدّة حتى فشل هارون بكل ما أوتي من حول وقوّة ولم يجد أمامه حلاًّ ينسجم مع نزعاته إلاّ سمّ الإمام عليه السلام واغتياله. وإليك جملة من ضغوط هارون على الإمام الكاظم عليه السلام وهو في السجن:

ــــــــــــ

(١) عيون أخبار الرضا: ١ / ٣٠ ، ومسند الإمام الكاظم عليه‌السلام : ٢ / ١٤٧ ح٣٦.

(٢) تاريخ اليعقوبي: ٢/٣٦١، وفاة موسى بن جعفرعليه‌السلام ، تحقيق عبد الأمير مهنا. ط بيروت منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.