من المبادئ التي سعى الإمام الصادق عليه السلام لترسيخها في نفوس الشيعة وضمن الدور المشترك الذي مارسه الأئمة عليهم السلام من قبله هي مسألة القيادة

ـــــــــــــــــ

(١) بمعنى العهود .

(٢) غري بالشيء : أولع به ولزمه .

(٣) نزهة الناظر : ١١٤ ، ومستدرك الوسائل : ١٢ / ١٨٨ .

(٤) وسائل الشيعة : ١٧/١٨٠ ح٨ عن تهذيب الأحكام للطوسي .

(٥) المصدر السابق : ١٧/١٧٨ ح٣ عن الكافي .


العالميّة المهدويّة التي تمثّل الامتداد الشرعي لقيادة الرسول صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ؛ لأنّها العقيدة التي تجسّد طموحات الأنبياء والأئمة حسب التفسير الإسلامي للتأريخ الذي يؤكّد بأنّ وراثة الأرض سوف تكون للصالحين من عباده قال تعالى :( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون ) (١) .

وترسيخ فكرة الإمام المهدي وتربية الشيعة على الاعتقاد الدائم بها تمنح الإنسان الشيعي الثائر روح الأمل الذي لا يتوقّف والقدرة على الصمود والمصابرة وعدم التنازل للباطل ، فكان الإمام الصادق عليه السلام يقول :( إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها شهادة أن لا اله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ) (٢) .

وبالإيمان بقضية الإمام المهدي عليه السلام يشعر الإنسان المسلم إلى جانب الدعم الغيبي بأنّ أهدافه التي سعى لإيجادها سوف تتحقّق وأن النصر حليفه مهما طال الزمن ، فقد سأل عبد الله بن عطاء المكّي الإمام الصادق عليه السلام عن سيرة المهدي كيف تكون ؟ قال :( يصنع كما صنع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديد ) (٣) .

وبهذه الحقيقة التأريخية يزداد الشيعي اعتقاداً بأنّ جهده سوف يكون جزءاً من الحركة الإلهيّة بجهوده المستمرّة سوف يقترب من الهدف المنشود ويرى الاضطهاد الذي يتعرّض له الشيعة والمسلمون سيزول حتماً حين ينتقم أصحاب الحق ممّن ظلمهم وتعمّ العدالة وجه الأرض جميعاً .

ـــــــــــــــــ

(١) الأنبياء (٢١) : ١٠٥ .

(٢) بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٤٠ .

(٣) المصدر السابق : ٥٢ / ٣٥٢ .