ولم يخف أمر أبي سلمة الخلال على العباسيين فقد أحاطوه بالجواسيس التي تسجّل جميع حركاته وأعماله وترفعها إلى العباسيين ، فاتفق السفّاح وأخوه المنصور على أن يخرج المنصور لزيارة أبي مسلم ويحدّثه بأمر أبي سلمة ، ويطلب منه القيام باغتياله ، فخرج المنصور ، والتقى بأبي مسلم ، وعرض عليه أمر أبي سلمة فقال ، أبو مسلم : أفعلها أبو سلمة ؟ أنا أكفيكموه ؟ ثم دعا أحد قوّاده ( مرار بن أنس الضبي ) ، وقال له : انطلق إلى الكوفة فاقتل أبا سلمة حيث لقيته فسار إلى الكوفة مع جماعة من جنوده وكان أبو سلمة يسمر عند السفّاح الذي تظاهر بإعلان العفو والرضا عنه ، واختفى مرار مع جماعته في طريق أبي سلمة فلمّا خرج من عند السفّاح بادر إلى قتله ، وأشاعوا في الصباح : أنّ الخوارج هي التي قتلته(٢) .

ـــــــــــــــــ

(١) مروج الذهب : ٣ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ ونحوه في اليعقوبي : ٢/٣٤٩ ، والآداب السلطانية : ١٣٧ ونحوه الحلبي في مناقب آل أبي طالب : ٤/٢٤٩ عن ابن كادش العكبري في مقاتل العصابة العلوية .

(٢) اليعقوبي : ٢/٣٥٤ وتاريخ الأمم والملوك ، أحداث سنة ( ١٣٢ ) قتل أبو سلمة في الخامس عشر من شهر رجب بعد هزيمة مروان بشهر واحد .