يقول مهزم الأسدي دخلت على الإمام الصادق عليه السلام فقال :يا مهزم ما فعل زيد ؟ قال : قلت : صلب ، قال :أين ؟ قلت : في كناسة بني أسد قال :أنت رأيته مصلوباً في كناسة بني أسد ؟ قال : قلت : نعم ، فبكى حتَّى بكت النساء خلف الستور(١) .

نجد الإمام الصادقعليه‌السلام عليه‌السلام في مواقف متعدّدة يتبنّى الدفاع عن عمّه زيد ويتَرحّم عليه ويوضح منطلقاته وأهدافه ويرسّخ في النفوس مفهوماً إسلامياً عن ثورته حيث يعتبر هذه الثورة جزءاً من حركة الإمام عليه السلام وليس حدثاً خارجاً عنها ، كما نجده يردّ على الإعلام المضادّ للثورة ضمن عدّة مواقف وتصريحات :

١ ـ يقول الفضيل بن يسار : بعد قتل زيد ذهبت إلى المدينة لألتقي بالإمام الصادق عليه السلام وأخبره بنتائج الثورة ، وبعد أن التقيته وسمع منّي ما دار في المعركة قال :يا فضيل شهدت مع عمّي قتال أهل الشام ؟ قلت : نعم قال :فكم قتلتَ منهم ؟ قلتُ : ستّة قال :فلعلّك شاكٌّ في دمائهم ؟ قال : فقلت : لو كنت شاكّاً ما قتلتهم ثمّ قال : سمعته يقول :أشركني الله في تلك الدماء ، مضى واللهِ زيدٌ عمّي وأصحابه شهداء ، مثل ما مضى عليه عليٌّ بن أبي طالب وأصحابه )(٢) .

٢ ـ يقول عبد الرحمن بن سيّابه : دفع إليَّ أبو عبد الله الصادق عليه السلام ألف دينار وأمرني أن أقسّمها في عيال مَن أصيب مع زيد بن علي بن الحسين عليهما‌ السلام ، فقسّمتها فأصاب عبد الله أخا الفضيل الرسّان أربعة

ـــــــــــــــــ

(١) أمالي الطوسي : ٢/٢٨٤ .

(٢) أمالي الصدوق : ٢٨٦ .الصفحة


دنانير(١) .

هكذا كان الإمام عليه السلام يتابع ثورة عمّه زيد ويتحمّل نتائجها وأعباءها وتكشف لنا الروايتان عن مستوى العلاقة القائمة بين الإمام عليه السلام والشيعة الثائرين عندما يأمر أحدهم بإحصاء عوائل الشهداء وتوزيع المال عليهم .

٣ ـ أمر الإمام عليه السلام شيعته بدفن زيد ؛ لأنّ الأمويين كانوا قد علّقوه على أعواد المشانق ، قال سليمان بن خالد : سألني الإمام الصادق عليه السلام فقال : ما دعاكم إلى الموضع الذي وضعتم فيه زيداً ؟ قلت : خصال ثلاثة : أمّا إحداهنّ فقلّة مَن تخلّف معنا(٢) إنّما كنا ثمانية نفر ، أمّا الأخرى فالذي تخوّفنا من الصبح أن يفضحنا ، وأمّا الثالثة فإنّه كان مضجعه الذي كان سبق إليه ، فقال : كم إلى الفرات من الموضع الذي وضعتموه فيه ؟ قلت : قذفة حجر فقال : سبحان الله أفلا كنتم أوقرتموه حديداً وقذفتموه في الفرات وكان أفضل ؟(٣) .