لا يستبعد الباحثون والمؤرخون أن تكون أحداث دمشق سبباً من الأسباب التي دعت الأمويين إلى اغتياله عليه السلام وذلك لما يلي:

أ ـ تفوق الإمام في الرمي على بني أمية وغيرهم حينما دعاه هشام إلى الرمي ظاناً بأنه سوف يفشل في رميه فلا يصيب الهدف فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه والسخرية به أمام أهل الشام. ولمّا رمى الإمام وأصاب الهدف عدة مرات بصورة مذهلة لم يعهد لها نظير في عمليات الرمي في العالم، ذهل الطاغية هشام، وأخذ يتميز غيظاً، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وصمم منذ ذاك الوقت على اغتياله.

ــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار: ٤٦/٢١٦.

(٢) نور الأبصار: ١٣١، الأئمة الاثنى عشر لابن طولون: ٢٨١.


ب ـ مناظرته مع هشام في شؤون الإمامة، وتفوق الإمام عليه حتى بان عليه العجز ممّا أدّى ذلك إلى حقده عليه.

ج ـ مناظرته مع عالم النصارى، وتغلبه عليه حتى اعترف بالعجز عن مجاراته أمام حشد كبير منهم معترفاً بفضل الإمام وتفوّقه العلمي في أمّة محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، وقد أصبحت تلك القضية بجميع تفاصيلها الحديث الشاغل لجماهير أهل الشام(١) . ويكفي هذا الصيت العلمي أيضاً أن يكون من عوامل الحقد على الإمام عليه السلام والتخطيط للتخلّص من وجوده.