ووضعت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراءعليها‌السلام وليدها العظيم، وزفّت البشرى إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأسرع إلى دار عليّ والزهراء عليهما‌ السلام ، فقال لأسماء بنت عميس: (يا أسماء هاتي ابني)، فحملته إليه وقد لُفّ في خرقة بيضاء، فاستبشر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وضمّه إليه، وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثمّ وضعه في حجره وبكى، فقالت أسماء: فداك أبي وأمي، ممّ بكاؤك؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : (من ابني هذا). قالت: إنّه ولد الساعة، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : (يا أسماء!

____________________

(1) أي: تسقينه اللبن.

(2) بحار الأنوار: 43 / 242.


تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي...)(1) .

ثمّ إنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ عليه السلام : أيّ شيء سمّيت ابني؟ فأجابه علىّ عليه السلام : (ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله). وهنا نزل الوحي على حبيب الله محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله حاملاً اسم الوليد من الله تعالى، وبعد أن تلقّى الرسول أمر الله بتسمية وليده الميمون، التفت إلى علي عليه السلام قائلاً: (سمّه حسيناً).

وفي اليوم السابع أسرع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بيت الزهراءعليها‌السلام فعقّ عن سبطه الحسين كبشاً، وأمر بحلق رأسه والتصدّق بزنة شعره فضّة، كما أمر بختنه(2) .

وهكذا أجرى للحسين السبط ما أجرى لأخيه الحسن السبط من مراسم.