لقد حضر الحسنان عليهما‌ السلام بيعة الرضوان، واشتركا في البيعة مع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، وعرف ذلك عند المؤرّخين .

قال الشيخ المفيدرحمه‌الله : "وكان من برهان كمالهما عليهما‌ السلام وحجة اختصاص الله تعالى لهما بيعة رسول الله لهما، ولم يبايع صبياً في ظاهر الحال غيرهما"(١) .

ومن المعلوم أنّ البيعة تتضمّن إعطاء التزام وتعهّد للطرف الآخر بتحمّل مسؤوليات معينة ترتبط بمستقبل الدعوة والمجتمع الإسلامي، وحمايتهما من كثير من الأخطار التي ربّما يتعرّضان لها، ومعنى ذلك أنّ النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم قد رأى في الحسنين عليهما‌ السلام ـ على صغر سنهما ـ أهلية وقابلية لتحمّل تلك المسؤوليات الجسام، والوفاء بالالتزامات التي أخذا على عاتقهما الوفاء بها.