وعاصر الإمام الحسن العسكري عليه السلام بعد المعتزّ والمهتدي، المعتمد العباسي، الذي انهمك في اللهو واللّذات واشتغل عن الرعيّة فكرهه الناس وأحبّوا أخاه طلحة(٤) .

وكان المعتمد ضعيفاً يعمل تحت تأثير الأتراك الذين يديرون أمور الحكم، ويقومون بتغيير الخلفاء والأمراء، وقد صوّر المعتمد نفسه هذا

ــــــــــــ

(١) إعلام الورى: ٣٥٦.

(٢) الكامل في التاريخ: ٥/٣٥٦.

(٣) المناقب: ٢/٤٦٢.

(٤) تاريخ الخلفاء، السيوطي: ٤٢٥.


الضعف الذي هو فيه بقوله:

أليس من العجائب أن مثلي

يرى ما قلّ ممتنعاً عليه

وتؤكل باسمه الدنيا جميعاً

وما من ذاك شيء في يديه

إليه تحمل الأموال طُرّاً

ويمنع بعض ما يجبى إليه(١)

وكانت الفترة التي عاشها الإمام الحسن العسكري عليه السلام في عهد المعتمد تقرب من خمس سنين، وهي من بداية خلافة المعتمد سنة(٢٥٦هـ) وحتى استشهاد الإمام عليه السلام سنة(٢٦٠هـ)، وكان الوضع العام مضطرباً لسيطرة الأتراك على السلطة أوّلاً، ولما كان يحدث من حركات ضد السلطة في أقاليم الدولة ثانياً. فضلاً عن مطاردة السلطة للشيعة والمضايقة على الإمام عليه السلام وعليهم وتشديد المراقبة من جهة ثالثة.