وتهاوت أوكار الخيانة أمام صولات الحق والعدل، فما أن تم نصر الله في خيبر حتى قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فبعثوا إلى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم يصالحونه على نصف محاصيل فدك وأن يعيشوا تحت راية الحكم الإسلامي، مطيعين مسالمين فوافق رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم على ذلك.

ــــــــــــ

(١) السيرة النبوية: ٢ / ٣٣٧، المغازي: ٢ / ٦٧٧.

 

وبهذا أصبحت فدك ملكاً لرسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم خاصة بحكم القرآن لأنها مما لم يوجف عليه بخيل ولا سلاح إذ أعلنت استسلامها للنبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم من دون تهديد أو قتال. وقد وهب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم فدكاً لابنته فاطمة الزهراءعليها‌السلام (١) .

وبهذا تمّ تطهير أرض الجزيرة العربية من جيوب الخيانة وتخلّصت من فتن اليهود الذين جُرّدوا من أسلحتهم ووضعوا تحت حماية القانون والدولة الإسلامية.

وفي يوم فتح خيبر أقبل جعفر بن أبي طالب من الحبشة، فاستقبله رسول الله وقبّل ما بين عينيه وقال:بأيهما أُسرّ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر (٢) .