وأول مَن يبادر لبيعته عليه السلام في المكان الذي يستنصر فيه المسلمين أي مابين الركن والمقام هم صفوة أنصاره: «فيُبايع ما بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف، عدّة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر والأبدال من أهل الشام والأخيار من أهل العراق»(١) .

ويُستفاد من مجموعة من الأحاديث المروية في مصادر أهل السنة أن

ـــــــــــ

(١) غيبة الطوسي: ٢٨٤، وعنه في بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٣٤، واثبات الهداة: ٣/٥١٧، ٥١٨ .


ظهوره ومبايعته يكون بعد اختلاف بين قبائل الحجاز وأنه يرفض في البداية قبول البيعة ويخاطب المبايعين بالقول: «ويحكم! كم عهد قد نقضتموه؟ وكم دم قد سفكتموه؟»(١) ، ويبدو أن هذا الرفض يمثل محاولة لإشعار المبايعين بمسؤولية وتبعات البيعة والمهمة التي هم مقبلون عليها نظير ما فعله جدّه الإمام علي عليهما‌ السلام عند إقبال الناس على بيعته بعد مقتل عثمان.

ويُستفاد من بعض الأحاديث أن حركة الموطئة للظهور المهدوي تبعث بالبيعة للمهدي عليه السلام . وهو في مكة(٢) ثم تجددها بعد ذلك.

وتصرح بعض الأحاديث الشريفة أن أصحابه الخاصين أي الثلاثمائة والثلاثة عشر يجمعون في مكة وبصورة إعجازية أو سريعة بوسائل النقل المتطورة ليدركوا ظهور الإمام ويبايعوه(٣) .