وتصرح الأحاديث الشريفة بأن من سيرته عليه السلام في غيبته حضور موسم الحج في كل عام، وواضح مافي حضور هذا الموسم السنوي المهم من فرصة مناسبة للالتقاء بالمؤمنين من أنحاء أقطار العالم وإيصال التوجيهات إليهم ولو من دون التعريف بنفسه بصراحة والتعرف على أحوالهم عن قرب دون الحاجة الى أساليب إعجازية.

إنّ الأحاديث الشريفة التي تذكر حضوره عليه السلام هذا الاجتماع الإسلامي السنوي العام، ذكرت أنه عليه السلام : «يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه»(١) ، ويبدو أن المقصود هو الرؤية مع تحديد هويته عليه السلام ، بمعنى أن يعرفوه أنه هو المهدي، إذْ توجد عدة روايات اُخرى تصرح برؤيته في هذا الموسم وبعضها يصرح بعدم معرفة المشاهدين لهويته على نحو التحديد واقتصار معرفتهم بأنّه من ذرية رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم (٢) .

ـــــــــــ

(١) الكافي: ١/ ٣٣٧، ٢٣٩، غيبة النعماني: ١٧٥.

(٢) راجع مثلاً الرواية التي ينقلها الشيخ الصدوق في كمال الدين: ٤٤٤.