تأريخ الولادة

ولد ـ سلام الله عليه ـ في دار أبيه الحسن العسكري عليه السلام في مدينة سامراء أواخر ليلة الجمعة الخامس عشر من شعبان وهي من الليالي المباركة التي يُستحب إحياؤها بالعبادة وصوم نهارها طبقاً لروايات شريفة مروية في الصحاح مثل سنن ابن ماجة وسنن الترمذي وغيرهما من كتب أهل السنة(١) إضافة الى ما روي عن ائمة أهل البيت عليهم السلام (٢) .

وكانت سنة ولادته (٢٥٥ هـ ) على أشهر الروايات، وثمة روايات أُخرى تذكر أن سنة الولادة هي (٢٥٦ هـ ) أو (٢٥٤ هـ ) مع الاتفاق على يومها وروي غير ذلك، إلا أن الأرجح هو التأريخ الأول لعدة شواهد، منها وروده في أقدم المصادر التي سجلت خبر الولادة وهو كتاب الغيبة للشيخ الثقة الفضل بن شاذان الذي عاصر ولادة المهدي عليه السلام وتوفي قبل وفاة أبيه الحسن

ـــــــــــ

(١) راجع مثلاً مسند أحمد بن حنبل: ٢/ ١٧٦، سنن ابن ماجة: ١/ ٤٤٤ ـ ٤٤٥، فيض القدير: ٤/ ٤٥٩، سنن الترمذي: ٣/ ١١٦، كنز العمال: ٣/ ٤٦٦ وغيرها كثير.

(٢) ثواب الأعمال للشيخ الصدوق : ١٠١، مصباح المتهجد للشيخ الطوسي : ٧٦٢، إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس : ٧١٨.


العسكري عليهما‌ السلام بفترة وجيزة(١) ، ومنها أن معظم الروايات الأخرى تذكر أن يوم الولادة كان يوم جمعة منتصف شهر شعبان وإن اختلفت في تحديد سنة الولادة، ومن خلال مراجعتنا للتقويم التطبيقي(٢) وجدنا أن النصف من شعبان صادف يوم جمعة في سنة (٢٥٥ هـ ) وحدها دون السنين الاُخرى المذكورة في تلك الروايات.

ومثل هذا الاختلاف أمر طبيعي جار مع تواريخ ولادات ووفيات آبائه وحتى مع جده الرسول الأعظم صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، دون أن يؤثر ذلك على ثبوت ولادتهم عليهم السلام ، كما أنه طبيعي للغاية بملاحظة سرّيّة الولادة عند وقوعها حفظاً للوليد المبارك كما سنلاحظ ذلك لاحقاً.