عرفنا ممّا سبق أن السلطة قد اتّخذت بالنسبة للإمام عليه السلام الإجراءات التالية:

١ ـ التقريب من البلاط والتظاهر بإكرام الإمام عليه السلام .

٢ ـ المراقبة الشديدة والمستمرة لكل أحوال الإمام عليه السلام .

٣ ـ الصّرامة في المواجهة إذا تطلّب الأمر ذلك مثل سجن الإمام عليه السلام أو مداهمة بيته أو اغتياله.

وكان لابدّ للإمام عليه السلام أن يتعامل بحذر ودقّة مع السلطة إزاء هذه


الإجراءات القاسية التي كانت تستهدف الكشف عن ابن الإمام العسكري أو تحول دون ولادته إن أمكن، وتستهدف قطع صلة الإمام بشيعته وأتباعه. وسوف نشير إلى آليات ودقة تخطيط الإمام الحسن العسكري عليه السلام والتي حالت دون انكشاف الإمام المهدي عليه السلام للسلطة.

وكان الإمام عليه السلام يستفيد من الفرص التي تحصل له من خلال الوفود التي كانت تصل إلى العاصمة وكان يتم له الارتباط باتباعه بأساليب ذكية شتى فكانت تصل إليه بعض الأموال أو الاستفتاءات أو غير ذلك من الأخبار والقضايا التي تهمّ الإمام عليه السلام .

على أنّ اتّساع دائرة الوكلاء للإمام عليه السلام كانت تقلّل من ضرورة الارتباط المباشر بالإمام عليه السلام وكانت سياسة الاحتجاب التي اتّخذها الإمام عليه السلام تعطي للسلطة اطمئناناً لمحدودية تحرك الإمام أو تُظهر لهم تجميده لنشاطه.