لقد اختلفت ردود فعل القوى في المنطقة بعد معركة مؤتة، فالروم فرحوامن انسحاب المسلمين وعدم تمكّنهم من دخول الشام.

أما قريش فقد سادهم الفرح وانبعثت فيهم الجرأة على المسلمين وأخذوا يسعون لنقض صلح الحديبية عبر الإخلال بالأمن فحرّضوا قبيلة بني بكر على بني خزاعة (بعد أن دخلت قبيلة بني بكر في حلف قريش وخزاعة في حلف النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم اثر صلح الحديبية) وأمدّوها بالسلاح فعدت بكر على خزاعة غيلة وقتلوا عدداً من أفرادها وهم في ديارهم آمنين، وكان بعضهم في حال العبادة ففزعوا إلى رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم طالبين النصرة، ووقف عمرو بن سالم بين يدي رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم ـ وهو جالس في المسجد ـ ينشد أبياتاً يعرض فيها نقض العهد. فتأثر الرسول صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم وقال:نُصِرْتَ يا عمرو بن سالم . أما قريش فقد انتبهت وأدركت سوء فعلتها وقد تملّكها الخوف والهلع من المسلمين فاجتمع رأيهم على إيفاد أبي سفيان إلى المدينة ليجدد الصلح ويطلب تمديد المدة من النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم .

ولكن النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم لم يصغ لطلب أبي سفيان وسأله قائلاً:هل كان من حدث؟ قال أبو سفيان: معاذ الله ، فأجابه النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم :نحن على مدّتنا وصلحنا .

ــــــــــــ

(١) السيرة النبوية: ٢ / ٣٨١.

(٢) بحار الأنوار: ٢١ / ٥٤، المغازي: ٢ / ٧٦٦، السيرة الحلبية: ٣ / ٦٨.

(٣) تم فتح مكة في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة.


لكن أبا سفيان لم يهدأ له بال ولم يقنع بل أراد أن يستوثق ويأخذ عهداً وأماناً من رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم فسعى لتوسيط مَن يؤثّر على النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم فقابله الجميع بالرفض واللامبالاة.

فلم يجد إلاّ أن يقفل راجعاً بالخيبة إلى مكة وقد ضاقت الأمور على قوى الشرك حيث تبدلت الظروف ، فالنبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم يطلب مكة فاتحاً، بعدّة تتزايد وإيمان يترسخ ، وقريش تطلب الأمان والسلامة في دمائها وأموالها، وقد سنحت الفرصة بنقض الصلح. وتكاد تكون مكة آخر خطوة لتتم سيطرة الإسلام على الجزيرة العربية برمّتها. وأعلن النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم النفير العام، وتوافدت عليه جموع المسلمين ملبية نداءه، فجهّز جيشاً قارب عدده عشرة آلاف رجل. واجتهد النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم أن يكتم قصده وهدفه إلاّ على الخاصة وكان صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم يدعو الله قائلاً : (اللهم خذ العيون والأخبار من قريش حتى نباغتها في بلادها) (١) . ويبدو أن النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم كان يود أن يتحقق النصر المؤزّر سريعاً دون إراقة قطرة دم ، متخذاً أسلوب المباغته. ولكن الخبر تسرب إلى رجل كان قد ضعف أمام عواطفه فكتب إلى قريش كتاباً بذلك وبعثه مع امرأة توصله. ونزل الوحي يخبر النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم بذلك فأمر علياً والزبير بأن يلحقا المرأة ويسترجعا الكتاب، وانتزع علي بن أبي طالب بقوة إيمانه برسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم الكتاب من المرأة (٢) . ولمّا استلم الرسول صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم الكتاب جمع المسلمين في المسجد ليثير هممهم ويحذر من مسألة الخيانة من جانب ويبيّن من جانب آخر أهمية كبت العواطف مرضاةً لله. وقام المسلمون يدفعون حاطب بن أبي بلتعة صاحب الكتاب الذي حلف بالله أنه لم يقصد الخيانة وانفعل عمر بن الخطاب وطلب من النبيّ أن يقتله فقال له : (وما يُدريك يا عمر لعلَّ الله اطلع على أهل بدر وقال لهم إعملوا ما شئتم فلقد غفرت لكم) (٣) .

تحرك الجيش الإسلامي نحو مكة :

وتحرك جيش المسلمين في العاشر من شهر رمضان باتجاه مكة المكرمة، ولما بلغ مكاناً يدعى (الكديد) طلب النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم ماءاً فأفطر به أمام المسلمين وأمرهم أن يفطروا لكن بعضاً منهم عصوا الرسول القائد ولم يفطروا فغضب من عصيانهم وقال:(أولئك العصاة) وأمرهم أن يفطروا(٤) .

ــــــــــــ

(١) السيرة النبوية: ٣ / ٣٩٧، المغازي : ٢ / ٧٩٦.

(٢) السيرة النبوية: ٢ / ٣٩٨.

(٣) امتاع الاسماع: ١ / ٣٦٣، المغازي: ٢ / ٧٩٨. ويرى بعض المحققين أن هذا الحديث من الموضوعات. راجع سيرة المصطفى: ٥٩٢.

(٤) وسائل الشيعة: ٧ / ١٢٤، السيرة الحلبية: ٣ / ٢٩٠، المغازي: ٢ / ٨٠٢، وصحيح مسلم ٣/١٤١ ـ ١٤٢، كتاب الصيام باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، ط دار الفكر ، بيروت.


ولما وصل النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم إلى مرّ الظهران أمر المسلمين أن ينتشروا في الصحراء ويوقد كل منهم ناراً. وهكذا أضاء الليل البهيم وظهر المسلمون كجيش عظيم تضيع أمامه كل قوى قريش مما أقلق العباس بن عبد المطلب ـ وهو آخر المهاجرين إذ التحق بركب رسول الله في منطقة الجحفة ـ فتحرك يبحث عن وسيلة يبلغ بها قريشاً أن تأتي مسلمة قبل دخول الجيش عليها.

وفجأة سمع صوت أبي سفيان يحادث بديل بن ورقاء مستغرباً وجود هذه القوة الكبيرة على مشارف مكة. وارتعد أبو سفيان خوفاً حين أخبره العباس بزحف النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم بجيشه لفتح مكة، ولم يجد أبو سفيان بدّاً من اصطحاب العباس لأخذ الأمان من رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم .

ولم يكن بوسع ينبوع العفو والاخلاق السامية أن يبخل بإجازة جوار عمّه لأبي سفيان فقال صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم : (إذهب فقد أمناه حتى تغدو به عليّ) .

استسلام أبي سفيان :

ولما مثل أبو سفيان بين يدي النبيّ صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم قال له :(ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلاّ الله؟) فقال أبو سفيان: بأبي أنت وأمي ما أحلمك، وأكرمك وأوصلك! والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئاً بعد. فقال صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم :ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟) قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك أما والله فإنّ في النفس منها حتى الآن شيئاً(١) .

وتدارك العباس الموقف ليضغط على أبي سفيان ليسلم وقال له: ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله قبل أن تقتل. فشهد أبو سفيان الشهادتين خوفاً من القتل، ودخل في عداد المسلمين.

ــــــــــــ

(١) السيرة النبوية: ٣ / ٤٠، مجمع البيان: ١٠ / ٥٥٤ .


واستسلم من بقي من زعماء المشركين بعد استسلام أبي سفيان، ولكن النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم استتماماً للضغط النفسي على قريش كي تستسلم دون إراقة دماء قال للعباس:(يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمرّ به جنود الله فيراها) .

ولإشاعة الاطمئنان والثقة برحمة الإسلام ورحمة الرسول القائد وإرضاء لغرور أبي سفيان كي لا يكابر قال صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم :(من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن طرح السلاح فهو آمن) .

ومرّت جنود الله تعبر المضيق والعباس يعرّف الكتائب التي تمر وأبو سفيان قد أخذته الدهشة حتى قال: والله يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً فأجابه العباس: يا أبا سفيان إنها النبوة. وتردد أبو سفيان في الجواب فقال: فنعم إذن. ثم انطلق أبو سفيان إلى مكة ليحذّر أهلها ويعلن أمان رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم (١) .

دخول مكة :

أصدر رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم أوامره الحكيمة بتوزيع مداخل القوات إلى مكة مؤكداً عدم اللجوء إلى القتال إلاّ رداً عليه. وأهدر صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم دماء عدد من المشركين ـ في كلّ الحالات ـ حتّى لو وجدوهم متعلقين بأستار الكعبة، لعظيم جنايتهم ومعاداتهم للإسلام وللنبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم .

وما إن لاحت بيوت مكة حتّى إغرورقت عينا النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم بالدموع، ودخلت قوّات الإسلام الظافرة مكة من جهاتها الأربع ومظاهر العز والنصر تجلّلها ودخل الرسول الأكرم صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم مكة مطأطئاً رأسه تعظيماً لله وشكراً له على ما منحه من الفضل والنعمة حيث دانت لرسالته ودولته أم القرى، بعد طول جهد وعناء تحمله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم في سبيل إعلاء كلمة الله.

ــــــــــــ

(١) المغازي ، للواقدي : ٢ / ٨١٦ ، السيرة النبوية : ٣ / ٤٧ .


ورفض النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم أن يدخل دار أحد من أهالي مكة رغم كثرة عروضهم له، واغتسل بعد استراحة قصيرة وركب راحلته وكبّر فكبّر المسلمون فدوّى الصوت في الجبال والوهاد ـ التي فرّ إليها بعض رؤوس الشرك خوفاً من الإسلام ونصره ـ وجعل يشير وهو يطوف في البيت إلى كل صنم موجود حوله ويقول: قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، فيسقط الصنم لوجهه.

ثم أمر النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم عليّاً أن يجلس ليصعد صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم على كتفه ولكن لم يستطع علي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم أن يحمل النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم على كتفه لكسر الاصنام فوق الكعبة، من هنا صعد عليّ على كتف ابن عمّه صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم وكسر الأصنام. ثم طلب النبيّ مفاتيح الكعبة وفتح بابها ودخلها ومسح ما فيها من صور. ثم وقف على بابها يخطب الجموع المتكاثرة خطبة الفتح العظيم فقال صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم :(لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدّعى فهو تحت قدميّ هاتين، إلاّ سدانة البيت وسقاية الحاج... ثم قال صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم :يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب...) (١) ثم تلا قوله تعالى: ( يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر واُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) (٢) يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم)؟ .

قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم فقال صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم :(إذهبوا فأنتم الطلقاء) (٣) .

ثم ارتقى بلال سطح الكعبة ليؤذّن لصلاة الظهر فصلى المسلمون بإمامة النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم في المسجد الحرام أوّل صلاة بعد هذا الفتح.

ــــــــــــ

(١) مسند أحمد : ١ / ١٥١ ، فرائد السمطين : ١ / ٢٤٩ ، كنز العمّال : ١٣ / ١٧١ ، السيرة الحلبية : ٣ / ٨٦ .

(٢) الحجرات (٤٩) : ١٣.

(٣) بحار الأنوار: ٢١ / ١٠٦، والسيرة النبوية: ٢ / ٤١٢.


ووقف المشركون والحيرة تملكهم وتعلوهم الدهشة مشوبة بالخوف والحَذر. وخشيت الأنصار أن لا يرجع معها الرسول الكريم حين رأوا تفاعل النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم مع أهل مكة ووقفوا والأسئلة تدور فى مخيّلتهم والنبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم واقف يدعو الله وقد علم ما يدور بينهم فالتفت إليهم قائلاً: معاذ الله المحيا محياكم والممات مماتكم، معلناً بذلك أن المدينة ستبقى عاصمة الإسلام.

ثم أقبل الناس يبايعونه فبايعه الرجال ـ وتشفع عدد من المسلمين لدى النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم ليعفو عمن أهدر دمه فعفا وصفح.

وجاءت النساء لتبايع ـ فكانت المرأة تدخل يدها في قدح فيه ماء قد وضع الرسول صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم يده فيه ـ ( على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف ) (١) .

وغضب النبيّ صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم حين عدت خزاعة ـ حليفة الرسول صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم ـ على رجل من المشركين فقتلته وقام صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم خطيباً فقال:(يا أيها الناس إن الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام إلى يوم القيامة، لا يحل لامرىً يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك دماً أو يعضد فيها شجراً ..) (٢) .

ثم قال صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم :(فمن قال لكم إن رسول الله قد قاتل فيها فقولوا إن الله قد أحلّها لرسوله ولم يحللها لكم يا معشر خزاعة) . وأكبرت قريش جميع مواقف النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم من مكة وأهلها من عطف ورحمة وسماحة وعفو واحترام وتقديس فمالت قلوبهم إليه وأقبلوا على الإسلام آمنين مطمئنين.

وأرسل رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم سراياه إلى اطراف مكة وما حولها لهدم ما تبقّى من الأصنام وأماكن عبادة المشركين فأخطأ خالد بن الوليد إذ قتل عدداً من قبيلة

ــــــــــــ

(١) بحار الأنوار: ٢١ / ١١٣، وسورة الممتحنة: الآية ١٢.

(٢) سنن ابن ماجة ، الحديث ٣١٠٩ ، كنز العمال ، الحديث ٣٤٦٨٢، الدر المنثور : ١ / ١٢٢، ط دار الفكر.


بنى جذيمة بعد استسلامهم ثأراً لعمّه(١) وغضب النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم حين علم بذلك وأمر علياً أن يأخذ أموالاً ويدفع دية المقتولين ثم قام صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم واستقبل القبلة رافعاً يديه وهو يقول:(اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد) ، وبذلك هدأت نفوس بني جذيمة )(٢) .