كان لترجمة الكتب اليونانية والفارسية والهندية إلى العربية أثر كبير في ثقافة هذا العصر ، وكانت ظاهرة الترجمة قد ابتدأت منذ أيام المأمون ، وقد أسهمت في رفد الثقافة الإسلامية من جهة والانفتاح على الثقافات الأخرى التي قد تتقاطع مع ما أفرزته الحضارة الإسلامية من اتجاهات فكرية وثقافية من جهة أخرى .

كما كان لارتحال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أثر كبير في التبادل والتعاطي الثقافي بين شرق البلاد الإسلامية وغربها ، وأنتج ذلك نشاطاً ثقافياً متميّزاً وحركة فكرية ، أعطت للعلماء والفقهاء دوراً كبيراً وموقعاً مرموقاً عند الخلفاء والحكّام حتى عُدّ القرن الرابع الهجري ـ فيما بعد ـ العصر الذهبي للحضارة الإسلامية .

وقد حظي الشعراء والأدباء بمكانة رفيعة عند الأُمراء ممّا أدّى إلى ازدهار الأدب في هذا العصر .

ولا ينبغي أن نغفل عن محنة خلق القرآن وما رافقها من توتّر في المجتمع الإسلامي طيلة عقود ثلاثة(١) .