قال الصادق ع التواضع أصل كل شرف نفيس و مرتبة رفيعة و لو كان للتواضع لغة يفهمها الخلق لنطق عن حقائق ما في مخفيات العواقب و التواضع ما يكون لله و في الله و ما سواه مكر و من تواضع لله شرفه الله على كثير من عباده سئل بعضهم عن التواضع قال هو أن يخضع للحق و ينقاد له و لو سمعه من صبي و كثير من أنواع الكبر يمنع من استفادة العلم و قبوله و الانقياد له و فيه وردت الآيات التي فيها ذم المتكبرين و لأهل التواضع سيماء يعرفها أهل السماوات من الملائكة- و أهل الأرض من العارفين قال الله تعالى و على الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم و قال تعالى أيضا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين و قال تعالى أيضا إن أكرمكم عند الله أتقاكم و قال تعالى فلا تزكوا أنفسكم و أصل التواضع من إجلال الله و هيبته و عظمته و ليس لله عز و جل عبادة يرضاها و يقبلها إلا و بابها التواضع و لا يعرف ما في معنى حقيقة التواضع إلا المقربون من عباده المتصلون بوحدانيته قال الله عز و جل و عباد الرحمن الذين يمشون‏ على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما و قد أمر الله تعالى أعز خلقه و سيد بريته محمدا بالتواضع فقال عز و جل- و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين و التواضع مزرعة الخشوع و الخضوع و الخشية و الحياء و إنهن لا يتبين إلا منها و لا يسلم الشرف التام الحقيقي إلا للمتواضع في ذات الله تعالى‏


المصدر:
كتاب مصباح الشريعة