ذل من ادعى الحول و القوة من دوني و زعم أنه يقدر على ما يزيد لو كان دعواه حقا و قوله صدقا لتساوت الأقدام و تعادل في جميع الأمور الأنام فإن الكل يطلب من الخير الغاية و يروم من السعادة النهاية فلو كانت تصاريف الأمور و مواقع المقدور على ما يرومون و موكلا من قواهم و استطاعاتهم إلى ما يقدرون و الجماعة تطلب نهاية الخير و تتجنب أدنى مواقع الضير لما رئي فقير و لا مسكين ضرير و لما احتاج أحد إلى أحد و لا افتقرت يد إلى يد و أنت الآن ترى السيد و المسود و المجذوذ و المجدود و الغني الخجل و الفقير المدقع ذلك أيها الإنسان دليل على أن الأمر لغيرك و موكول إلى سواك و أنك مقهور مدبر و لما يراد منك مقدر و ميسر لأنك تريد الأمر اليسير بالتعب الكثير فيمنع عليك و يتأبى و تغفل عن الأمر الكبير و يسهل لك من غير تعب اعترف أيها العبد بالعجز يصنع لك و لا تدع الحول و القوة فتهلك و اعلم أنك الضعيف و أني القوي .


المصدر:
بحار الأنوار