قال الصادق ع‏ طوبى لعبد جاهد [في‏] الله نفسه و هواه و من هزم حينئذ [جند] هواه ظفر برضا الله و من جاوز عقله نفسه الأمارة بالسوء بالجهد و الاستكانة و الخضوع على بساط خدمة الله تعالى فقد فاز فوزا عظيما و لا حجاب أظلم و أوحش بين العبد و بين الله تعالى من النفس و الهوى و ليس لقتلهما و قطعهما سلاح و آلة مثل الافتقار إلى الله سبحانه و الخشوع و الجوع و الظمإ بالنهار و السهر بالليل فإن مات صاحبه مات شهيدا و إن عاش و استقام أداه عاقبته إلى الرضوان الأكبر قال الله عز و جل- و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين‏ و إذا رأيت مجتهدا أبلغ منك في الاجتهاد فوبخ نفسك و لمها و عيرها تحثيثا على الازدياد عليه و اجعل لها زماما من الأمر و عنانا من النهي و سقها كالرائض الفاره الذي لا يذهب عليه خطوة من خطواتها إلا و قد صحح أولها و آخرها و كان رسول الله ص يصلي حتى يتورم قدماه و يقول أ فلا أكون عبدا شكورا أراد ص أن يعتبر به أمته فلا يغفلوا عن الاجتهاد و التعب و الرياضة بحال ألا و إنك لو وجدت حلاوة عبادة الله و رأيت بركاتها و استضأت بنورها لم تصبر عنها ساعة واحدة و لو قطعت إربا إربا فما أعرض من أعرض عنها إلا بحرمان فوائد السلف من العصمة و التوفيق قيل لربيع بن خثيم ما لك لا تنام بالليل قال لأني أخاف البيات‏


المصدر:
كتاب مصباح الشريعة