قال الصادق ع‏ لا يصح الاقتداء إلا بصحة قسمة الأرواح في الأزل و امتزاج نور الوقت بنور الأزلي و ليس الاقتداء بالتوسم بحركات الظاهرة و النسب إلى أولياء الدين من الحكماء و الأئمة قال الله تعالى‏ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم‏ أي من كان اقتدى بمحق فهو زكي قال الله تعالى‏ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون‏ و قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الأرواح جنود مجندة- فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف و قيل لمحمد بن الحنفية من أدبك فقال أدبني ربي في نفسي فما استحسنت من أولي الألباب و البصيرة تبعتهم به و استعملته و ما استقبحته من الجهال اجتنبته و تركته مستقرا [مستنفرا] فأوصلني ذلك إلى كنوز العلم و لا طريق للأكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء لأنه المنهج الأوضح و المقصد الأصح قال الله عز و جل لأعز خلقه محمد ص‏ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده‏ و قال عز و جل‏ ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا فلو كان لدين الله تعالى عز و جل مسلك أقوم من الاقتداء لندب أنبياءه و أولياءه إليه قال النبي ص في القلوب نور لا يضي‏ء إلا من اتباع الحق و قصد السبيل و هو من نور الأنبياء مودع في قلوب المؤمنين‏


المصدر:
كتاب مصباح الشريعة