قال الصادق ع‏ إنما سمي المستراح مستراحا لاستراحة الأنفس من أثقال النجاسات و استفراغ الكثافات و القذر فيها و المؤمن يعتبر عندها أن الخالص من حطام الدنيا كذلك يصير عاقبته فيستريح بالعدول عنها و بتركها و يفرغ نفسه و قلبه من شغلها و يستنكف عن جمعها و أخذها استنكافه عن النجاسة و الغائط و القذر و يتفكر في نفسه المكرمة في حال كيف تصير ذليلة في حال و يعلم أن التمسك بالقناعة و التقوى يورث له راحة الدارين فإن الراحة في هوان الدنيا و الفراغ من التمتع بها و في إزالة النجاسة من الحرام و الشبهة فيغلق عن نفسه باب الكبر بعد معرفته إياها و يفر من الذنوب و يفتح باب التواضع و الندم و الحياء و يجتهد في أداء أوامره و اجتناب نواهيه طلبا لحسن المآب و طيب الزلفى و يسجن نفسه في سجن الخوف و الصبر و الكف عن الشهوات إلى أن يتصل بأمان الله تعالى في دار القرار و يذوق طعم رضاه فإن المعول ذلك و ما عداه فلا شي‏ء


المصدر:
كتاب مصباح الشريعة