قال الصادق ع‏ لا تحرص على شي‏ء لو تركته لوصل إليك و كنت عند الله تعالى مستريحا محمودا بتركه و مذموما باستعجالك في طلبه و ترك التوكل عليه و الرضا بالقسم فإن الدنيا خلقها الله تعالى بمنزلة الظل إن طلبته أتعبك و لا تلحقه أبدا و إن تركته تبعك و أنت مستريح قال النبي ص الحريص محروم و هو مع حرمانه مذموم في أي شي‏ء كان و كيف لا يكون محروما و قد فر من وثاق الله تعالى عز و جل و خالف قول الله تعالى‏ الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم‏ و الحريص‏ بين سبع آفات صعبة فكر يضر بدنه و لا ينفعه و هم لا يتم له أقصاه و تعب لا يستريح منه إلا عند الموت و يكون عند الراحة أشد تعبا و خوف لا يورثه إلا الوقوع فيه و حزن قد كدر عليه عيشه بلا فائدة و حساب لا مخلص له معه من عذاب الله تعالى إلا أن يعفو الله تعالى عنه و عقاب لا مفر له منه و لا حيلة و المتوكل على الله تعالى يصبح و يمسي في كنف الله تعالى و هو منه في عافية و قد عجل الله كفايته و هيأ له من الدرجات ما الله تعالى به عليم و الحرص ماء يجري في منافذ غضب الله تعالى و ما لم يحرم العبد اليقين لا يكون حريصا و اليقين أرض الإسلام و سماء الإيمان‏


المصدر:
كتاب مصباح الشريعة