قال الصادق ع‏ اعتبر بما مضى من الدنيا هل ما بقي على أحد هل أحد فيها باق من الشريف و الوضيع و الغني و الفقير و الولي و العدو فكذلك ما لم يأت منها بما مضى أشبه من الماء بالماء قال رسول الله ص كفى بالموت واعظا و بالعقل دليلا و بالتقوى زادا و بالعبادة شغلا و بالله مونسا و بالقرآن بيانا و قال رسول الله ص لم يبق من الدنيا إلا بلاء و فتنة و ما نجا من نجا إلا بصدق الالتجاء و قال نوح ع وجدت الدنيا كبيت له بابان دخلت من إحداهما و خرجت من الآخر هذا حال نجي الله ع فكيف حال من اطمأن فيها و ركن إليها و ضيع عمره في عمارتها و مزق دينه في طلبها و الفكرة مرآة الحسنات و كفارة السيئات و ضياء القلب و فسحة للخلق و إصابة في إصلاح المعاد و اطلاع على العواقب و استزادة في العلم و هي خصلة لا يعبد الله بمثلها قال رسول الله ص فكرة ساعة خير من عبادة سنة و لا ينال منزلة التفكر إلا من قد خصه الله بنور المعرفة و التوحيد


المصدر:
كتاب مصباح الشريعة