فضل طين قبر الحسين صلوات الله عليه و مقدار ما يؤخذ من تربته و ما يقال عند أخذها و يصنع، و فضل السبحة منها و التسبيح بها و ما يقال عند أكلها
1 وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ وَ أَبِي الْقَاسِمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ أَبَوَيْهِمَا، قَالا جَمِيعاً: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: فِي طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الشِّفَاءُ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ هُوَ الدَّوَاءُ الْأَكْبَرُ.
2 وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَوْ أَنَّ مَرِيضاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَعْرِفُ حَقَّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ حُرْمَتَهُ وَ وَلَايَتَهُ أَخَذَ لَهُ مِنْ طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَ رَأْسِ أَنْمُلَةٍ كَانَ لَهُ دَوَاءً.
3 وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: طِينُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيهِ شِفَاءٌ وَ إِنْ أُخِذَ عَلَى رَأْسِ مِيلٍ.
4 وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ أَصَابَتْهُ عِلَّةٌ فَبَدَأَ بِطِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ تِلْكَ الْعِلَّةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ عِلَّةَ السَّامِ.
5 وَ بِالْإِسْنَادِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: حَنِّكُوا أَوْلَادَكُمْ بِتُرْبَةِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَإِنَّهَا أَمَانٌ.
6 وَ بِالْإِسْنَادِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَ جَمَاعَةُ مَشَايِخِي رَحِمَهُمُ اللَّهُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ خُرَاسَانَ بِثِيَابٍ رِزَمٍ وَ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ طِينٌ، فَقُلْتُ لِلرَّسُولِ: مَا هَذَا، فَقَالَ: طِينُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا يَكَادُ يُوجَدُ شَيْئاً مِنَ الثِّيَابِ وَ لَا غَيْرِهِ إِلَّا وَ يُجْعَلُ فِيهِ الطِّينُ، وَ كَانَ يَقُولُ: هُوَ أَمَانٌ بِإِذْنِ اللَّهِ.
7 وَ بِالْإِسْنَادِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ رِزْقِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو السَّرَّاجِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: يُؤْخَذُ طِينُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِ الْقَبْرِ عَلَى قَدْرِ سَبْعِينَ ذِرَاعاً.
8 وَ بِالْإِسْنَادِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَحَدِهِمَا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنَ الطِّينِ فَحَرَّمَ الطِّينَ عَلَى وُلْدِهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: يَحْرُمُ عَلَى النَّاسِ أَكْلُ لُحُومِهِمْ وَ يَحِلُّ لَهُمْ أَكْلُ لُحُومِنَا، وَ لَكِنَّ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ مِنْهُ مِثْلُ الْحِمَّصَةِ.
9 وَ بِالْإِسْنَادِ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ الصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُكَ تَقُولُ: إِنَّ تُرْبَةَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْأَدْوِيَةِ الْمُفْرَدَةِ، وَ إِنَّهَا لَا تَمُرُّ بِدَاءٍ إِلَّا هَضَمَتْهُ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ أَوْ قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ فَمَا بَالُكَ؟ قَالَ: إِنِّي تَنَاوَلْتُهَا فَمَا انْتَفَعْتُ بِهَا، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ لَهَا دُعَاءً فَمَنْ تَنَاوَلَهَا وَ لَمْ يَدْعُ بِهِ وَ اسْتَعْمَلَهَا لَمْ يَكَدْ يَنْتَفِعُ بِهَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: مَا أَقُولُ إِذَا تَنَاوَلْتُ التُّرْبَةَ؟ فَقَالَ:
قَبِّلْهَا قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ ضَعْهَا عَلَى عَيْنَيْكَ، وَ لَا تَنَاوَلْ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ حِمَّصَةٍ، فَإِذَا تَنَاوَلْتَ، فَقُلِ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَلَكِ الَّذِي قَبَضَهَا، وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ النَّبِيِ
الَّذِي خَزَنَهَا، وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْوَصِيِّ الَّذِي حَلَّ فِيهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَهُ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَ أَمَاناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ، وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ سُوءٍ.
فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَاشْدُدْهَا فِي شَيْءٍ، وَ اقْرَأْ عَلَيْهَا: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ الَّذِي تَقَدَّمَ لِأَخْذِهَا فِي الِاسْتِيذَانِ لِأَخْذِهَا، وَ قِرَاءَةُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ خَتْمُهَا، فَإِذَا أَرَدْتَ أَكْلَهَا فَقُلْ:
بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً وَاسِعاً، وَ عِلْماً نَافِعاً، وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*..
10 وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَوْلَانَا أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ عِلَّتَيْنِ مُتَضَادَّتَيْنِ بِي، إِذَا دَاوَيْتُ أَحَدَهُمَا انْتَقَضَتِ الْأُخْرَى، وَ كَانَ بِي وَجَعُ الظَّهْرِ وَ وَجَعُ الْجَوْفِ، فَقَالَ لِي: عَلَيْكَ بِتُرْبَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقُلْتُ: كَثِيراً مَا اسْتَعْمَلْتُهَا وَ لَا تُنْجِحُ فِيَّ.
قَالَ جَابِرٌ: فَتَبَيَّنْتُ فِي وَجْهِ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ الْغَضَبَ، فَقُلْتُ: يَا مَوْلَايَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِكَ، وَ قَامَ فَدَخَلَ الدَّارَ وَ هُوَ مُغْضَبٌ، فَأَتَى بِوَزْنِ حَبَّةٍ فِي كَفِّهِ فَنَاوَلَنِي إِيَّاهَا،
ثُمَّ قَالَ لِي: اسْتَعْمِلْ هَذِهِ يَا جَابِرُ، فَاسْتَعْمَلْتُهَا فَعُوفِيتُ لِوَقْتِي، فَقُلْتُ: يَا مَوْلَايَ مَا هَذِهِ الَّتِي اسْتَعْمَلْتُهَا فَعُوفِيتُ لِوَقْتِي،
فَقَالَ: هَذِهِ الَّتِي ذَكَرْتَ أَنَّهَا لَمْ تُنْجِحْ فِيكَ شَيْئاً،
فَقُلْتُ: وَ اللَّهِ يَا مَوْلَايَ مَا كَذَبْتُ فِيهَا وَ لَكِنْ قُلْتُ لَعَلَّ عِنْدَكَ عِلْماً فَأَتَعَلَّمَهُ مِنْكَ فَيَكُونَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ،
فَقَالَ لِي:إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنَ التُّرْبَةِ، فَتَعَمَّدْ لَهَا آخِرَ اللَّيْلِ، وَ اغْتَسِلْ لَهَا بِمَاءِ الْقَرَاحِ وَ الْبَسْ أَطْهَرَ أَطْمَارِكَ، وَ تَطَيَّبْ بِسُعْدٍ، وَ ادْخُلْ فَقِفْ عِنْدَ الرَّأْسِ، فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي الْأُولَى الْحَمْدَ وَ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، وَ فِي الثَّانِيَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَ تَقْنُتُ فَتَقُولُ فِي قُنُوتِكَ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عُبُودِيَّةً، وَ رِقّاً، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَ نَصَرَ عَبْدَهُ، وَ هَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، سُبْحَانَ اللَّهِ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ، سُبْحَانَ اللَّهِ ذِي الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*.
ثُمَّ تَرْكَعُ وَ تَسْجُدُ وَ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ أُخْرَاوَيْنِ، تَقْرَأُ فِي الْأُولَى الْحَمْدَ وَ إِحْدَى عَشْرَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَ فِي الثَّانِيَةِ الْحَمْدَ وَ إِحْدَى عَشْرَةَ
مَرَّةً إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ، وَ تَقْنُتُ كَمَا قَنَتَّ فِي الْأُولَيَيْنِ، ثُمَّ تَسْجُدُ سَجْدَةَ الشُّكْرِ وَ تَقُولُ أَلْفَ مَرَّةٍ: شُكْراً، ثُمَّ تَقُومُ وَ تَتَعَلَّقُ بِالتُّرْبَةِ وَ تَقُولُ:
يَا مَوْلَايَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّى آخُذُ مِنْ تُرْبَتِكَ بِإِذْنِكَ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَ عِزّاً مِنْ كُلِّ ذُلٍّ، وَ أَمْناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ، وَ غِنًى مِنْ كُلِّ فَقْرٍ، لِي وَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ.
وَ تَأْخُذُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَ تَدَعُهَا فِي خِرْقَةٍ نَظِيفَةٍ أَوْ قَارُورَةِ زُجَاجٍ، وَ تَخْتِمُهَا بِخَاتَمِ عَقِيقٍ، عَلَيْهِ:
ما شاءَ اللَّهُ، لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ مِنْكَ صِدْقَ النِّيَّةِ لَمْ يَصْعَدْ مَعَكَ فِي الثَّلَاثِ قَبَضَاتٍ إِلَّا سَبْعَةُ مَثَاقِيلَ وَ تَرْفَعُهَا لِكُلِّ عِلَّةٍ، فَإِنَّهَا تَكُونُ مِثْلَ مَا رَأَيْتَ.
11 وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا كَانَتْ سُبْحَتُهَا مِنْ خَيْطِ صُوفٍ مُفَتَّلٍ مَعْقُودٍ عَلَيْهِ عَدَدَ التَّكْبِيرَاتِ، وَ كَانَتْ عَلَيْهَا السَّلَامُ تُدِيرُهَا بِيَدِهَا، تُكَبِّرُ وَ تُسَبِّحُ، حَتَّى قُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاسْتَعْمَلَتْ تُرْبَتَهُ وَ عَمِلَتِ التَّسَابِيحَ فَاسْتَعْمَلَهَا النَّاسُ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ جَدَّدَ عَلَى قَاتِلِهِ الْعَذَابَ، عَدَلَ بِالْأَمْرِ إِلَيْهِ، فَاسْتَعْمَلُوا تُرْبَتَهُ لِمَا فِيهَا مِنَ الْفَضْلِ وَ الْمَزِيَّةِ.
12 وَ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَدَارَ الْحَجِيرَ مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاسْتَغْفَرَ بِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً كُتِبَتْ لَهُ بِالْوَاحِدَةِ سَبْعُونَ مَرَّةً، وَ مَنْ أَمْسَكَ السُّبْحَةَ بِيَدِهِ وَ لَمْ يُسَبِّحْ بِهَا فَفِي كُلِّ حَبَّةٍ مِنْهَا سَبْعُ مَرَّاتٍ.
13 وَ رَوَى أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: مَنْ أَدَارَ الطِّينَ مِنَ التُّرْبَةِ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ.
مَعَ كُلِّ حَبَّةٍ مِنْهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ، وَ مَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَيِّئَةٍ، وَ رَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ، وَ أَثْبَتَ لَهُ مِنَ الشَّفَاعَةِ مِثْلَهَا.
14 وَ فِي كِتَابِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سُئِلَ عَنِ اسْتِعْمَالِ التُّرْبَتَيْنِ مِنْ طِينِ قَبْرِ حَمْزَةَ وَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَ التَّفَاضُلِ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: السُّبْحَةُ الَّتِي هِيَ مِنْ طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ تُسَبِّحُ بِيَدِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسَبِّحَ.
15 قَالَ: وَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ فِي يَدِهِ السُّبْحَةُ مِنْهَا، وَ قِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهَا أَعْوَدُ عَلَيَّ، أَوْ قَالَ: أَخَفُّ عَلَيَّ.
16 وَ رُوِيَ أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ إِذَا بَصُرَتْ بِوَاحِدٍ مِنَ الْأَمْلَاكِ يَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ لِأَمْرٍ مَا يهدين [يَسْتَهْدِينَ] مِنْهُ السُّبَحَ وَ التُّرْبَةَ مِنْ طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
17 وَ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: السُّبَحُ الزُّرْقُ فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا مِثْلُ الْخُيُوطِ الزُّرْقِ فِي أَكْسِيَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ مُرْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَجْعَلُوا فِي أَرْبَعَةِ جَوَانِبِ أَكْسِيَتِهِمُ الْخُيُوطَ الزُّرْقَ وَ يَذْكُرُونَ بِهَا إِلَهَ السَّمَاءِ.
18 وَ رَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَخْلُو الْمُؤْمِنُ مِنْ خَمْسَةٍ: سِوَاكٍ، وَ مُشْطٍ، وَ سَجَّادَةٍ، وَ سُبْحَةٍ فِيهَا أَرْبَعٌ وَ ثَلَاثُونَ حَبَّةً، وَ خَاتَمِ عَقِيقٍ.
المصدر:
المزار الكبير