وأما فضل جامع الكوفة: فلا يفي به الذّكر وحسبه شرفاً أنّه أحد المساجد الأربعة الجديرة بأن تشدّ إليها الرحال لدرك فضلها وهو أحد المواطن الأربعة التي يكون المسافر فيها مخيّراً بين القصر والتمام، والفريضة فيه تعدل حجة مقبولة وتعدل ألف صلاة تصلّى في غيره وفي الروايات أنّه موضع قد صلّى فيه الأنبياء وسيصلّي فيه القائم المهدي (صلوات الله عليه) .
وفي الحديث أنّه قد صلّى فيه ألف نبي وألف وصيّ نبي. ويستفاد من بعض الروايات فضل مسجد الكوفة على المسجد الأقصى في بيت المقدّس.
وروى ابن قولويه عن الباقر (عليه السلام) قال: «لو علم الناس ما لمسجد الكوفة من الفضل لشدّوا إليه الرحال من بعد البلاد» وقال (عليه السلام) : «الصلاة المكتوبة فيه تعدل حجّة مقبولة، والنافلة تعدل عمرة مقبولة» وعلى رواية اُخرى: «الفريضة والنافلة فيه تعدل حجة وعمرة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ».
وروى الكليني وغيره عن المشايخ العظام عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله (صلوات الله عليه) : «كم بينك وبين مسجد الكوفة، يكون ميلاً؟» قلت: لا.
قال: «أفتصلّ فيه الصلاة كلها؟» قلت: لا. قال: «أما لو كنت حاضراً بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه الصلاة. أو تدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من نبيّ ولا عبد صالح إلاّ وقد صلّى في مسجد الكوفة حتى إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا اُسري به إلى السماء قال له جبرائيل: أتدري أين أنت يا محمد؟ أنت السّاعة مقابل مسجد كوفان.
قال: فاستأذن ربّي حتى آتيه فاُصلّي فيه ركعتين. فنزل فصلّى فيه. وإنّ ميمنته لروضة من رياض الجنة، وإنّ وسطه لروضة من رياض الجنة، وإنّ مؤخّره لروضة من رياض الجنة، والصلاة فيه فريضة تعدل بألف صلاة، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة، وإن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة. ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبواً».
وفي رواية اُخرى أنّ الصلاة المكتوبة فيه تعدل حجّة والنافلة تعدل عمرة. وقد ألمحنا في ذيل الزيارة السابعة للأمير (عليه السلام) إلى فضل هذا المسجد الشريف. ويستفاد من بعض الروايات أنّ ميمنة هذا المسجد أفضل من ميسرته.
المصدر
مفاتيح الجنان