كان الإمام الهادي عليه السلام
يتابع التطوّرات السياسية ويرصد الأحداث بدقّة .
فعن خيران الخادم قال : قدمت على أبي الحسن عليه السلام
المدينة فقال لي :ما خبر الواثق عندك ؟
قلت : جُعلت فداك خلفته في عافية ، أنا من أقرب الناس عهداً به ، عهدي به منذ عشرة أيام قال : فقال لي :إنّ أهل المدينة يقولون إنّه مات
، فلمّا أن قال لي : ( الناس ) ، علمت أنّه هو ، ثم قال لي :ما فعل جعفر ؟
ــــــــــــــ
قلت : تركته أسوء الناس حالاً في السجن ، فقال :
أما إنّه صاحب الأمر
.
ما فعل ابن الزيات ؟
قلت : جُعلت فداك الناس معه والأمر أمره فقال :
أما إنّه شؤم عليه
ثم سكت وقال لي :
لا بد أن تجري مقادير الله تعالى وأحكامه يا خيران ، مات الواثق وقد قعد المتوكل جعفر وقد قتل ابن الزيات
فقلت : متى جُعلت فداك ؟ قال :
بعد خروجك بستة أيّام
.
وهذه الرواية دون شكّ تظهر لنا حدّة الصراع والتنافس على السلطة داخل الأسرة العباسية الحاكمة ، كما تظهر لنا مدى متابعة الإمام عليه السلام
للأوضاع العامة والسياسية أوّلاً بأوّل .
واهتمامه الكبير هذا يوضح مستوى الحالة السياسية التي كانت تعيشها قواعد الإمام عليه السلام
الشعبية ومواليه ، فكان يوافيهم بمآل الأحداث السياسية ، ليكونوا على حذر أولاً ; ولينمّي قابليّاتهم في المتابعة وتحليل الظواهر ثانياً .