لعلّ من أعقد المشاكل السياسية التي اُبتلي بها المسلمون في
ذلك العصر هي محنة خلق القرآن التي أوجدت الفتن والخطوب في البلاد.
ـــــــــ
فقد أظهر المأمون هذه المسألة في سنة (٢١٢ هـ). واُمتحن بها
العلماء امتحاناً شديداً، وأرهقوا إلى حدّ بعيد فمن لا يقول بمقالة المأمون سجَنه
أو نفاه أو قتله وقد حمل الناس على ما يذهب إليه بالقوّة والقهر.
إنّ هذه المسألة تعتبر من أهمّ الأحداث الخطيرة التي
حدثت في ذلك العصر، وقد تعرّض الفلاسفة والمتكلّمون إلى بسطها وإيضاح غوامضها
.