إن دور الإمام عليه السلام
لا يتحدد بحدود المرحلة الزمنية التي يعاصرها، بل يمتد بامتداد الزمان، فله دور مرحلي، ودور شمولي، فهو المسؤول عن ثبات المنهج الإسلامي وخلوده مع الزمن، وحفظه من التشويه والتحريف، ومن هنا فان دور الإمام ينصبّ في المهام التالية:
1 - طرح الأفكار والعقائد الصحيحة وتبيان الأحكام الشرعية، وإبطال ما عداها من أفكار وأحكام.
2 - إصلاح الواقع طبقاً للمنهج الإسلامي.
3 - رفد الأمة بالعناصر الواعية المخلصة القادرة على نشر الأفكار والعقائد والأحكام، وإصلاح الواقع.
4 - تعيين الإمام التالي طبقاً للنصوص والوصايا الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
والتي ينقلها إمام عن إمام.
5 - توجيه الأنظار والقلوب إلى المستقبل المشرق الذي سيقوده الإمام المهدي عليه السلام
في آخر الزمان، والتركيز على خصوصيات الإمام من حيث الولادة والنشأة والغيبة، والمظاهر البارزة في دوره الرسالي.
وقد عرفت فيما مرّ الدور الذي قام به الإمام الرضا عليه السلام
فيما يرتبط بالنقاط الثلاثة الأولى، وأما النقطة الرابعة والمهمة التي تتضمن استمرار خط الإمامة من بعده فقد نصّ على إمامة ابنه محمد الجواد بحسب ما كانت تتطلبه هذه المهمة مع مراعاة مجموع الظروف المحيطة به.