ومن أجل نشر فضائل أهل البيت عليهم السلام
ودورهم الريادي في الأمة، وتبيان مظلوميتهم على مرّ التاريخ؛ شجّع الإمام عليه السلام
الشعراء على نظم الشعر في هذا الخصوص لأنه خير وسيلة إعلامية في ذلك العصر، لسرعة انتشاره وسهولة حفظه وإنشاده، فقد دخل عليه الشاعر دعبل الخزاعي وأنشده قصيدته التي جاء فيها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
|
|
ومنزل وحي مقفر العرصات
|
لآل رسول الله بالخيف من منى
|
|
وبالبيت والتعريف والجمرات
|
ديار علي والحسين وجعفر
|
|
وحمزة والسجاد ذي الثفنات
|
____________________
منازل جبريل الأمين يحلها
|
|
من الله بالتسليم والرحمات
|
أئمة عدل يقتدى بفعالهم
|
|
ويؤمن فيهم زلة العثرات
|
أرى فيئهم في غيرهم متقسماً
|
|
وأيديهم عن فيئهم صفرات
|
ثم بدأ بإبراز مظلوميتهم وما جرى عليهم من قبل الحكّام المتعاقبين على الحكم، ثم ختم القصيدة بخروج الإمام العادل الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وهو الإمام المهدي الذي تنتظره الأمم والشعوب.
ولما فرغ من إنشادها، قام الإمام عليه السلام
وأنفذ إليه صرة فيها مئة دينار
، وقيل ستمئة دينار
فردها دعبل وقال: (والله ما لهذا جئت وإنما جئت للسلام عليه والتبرك بالنظر إلى وجهه الميمون وإني لفي غنى فإن رأى أن يعطيني شيئاً من ثيابه للتبرك فهو أحب إليَّ)، فأعطاه الإمام عليه السلام
جبة خز وردّ عليه الصرة
.