وظّف المأمون وسائل الإعلام لصالح الإمام عليه السلام
فأصبح من أكثر الناس شيوعاً صيتهُ، وتحققت معرفة المسلمين وغير المسلمين به، فالولاة
____________________
والأمراء وأئمة الجمعة، يدعون له من على المنابر كل يوم وكل جمعة وكل مناسبة، إضافة إلى طبع اسمه على الدارهم والدنانير المعمول بها في جميع الأمصار، ووجد الخطباء والشعراء الفرصة مناسبة للترويج لشخصية الإمام عليه السلام
وآبائه وأجداده، فكثرت الخطب والأشعار المادحة له، والذاكرة لفضائله وفضائل أهل بيته، وانتشرت في جميع الأمصار، وهذا إن دل على شيء فإنما يدلّ على تعميق الارتباط بالإمام عليه السلام
وتبنّي أفكاره وآرائه المطابقة للمنهج الإسلامي السليم، ولولا قبوله بولاية العهد لما كان ذلك بالصورة الأوسع والأمثل، مادامت وسائل الإعلام الرسمية موجودة في جميع الأمصار، دون الحاجة إلى بث الدعاة لمنهجه ومنهج أهل بيته عليهم السلام
.
وقد كان المأمون سبّاقاً لغيره في نظم الشعر، ومما جاء في شعره، بعد ولاية العهد:
أُلام على حب الوصيّ أبي الحسن
|
|
وذلك عندي من عجائب ذي الزمن
|
خليفة خير الناس والأوّل الذي
|
|
أعان رسول الله في السر والعلن
|
وقال أيضاً:
لا تقبل التوبة من تائب
|
|
إلاّ بحب ابن أبي طالب
|
أخو رسول الله حلف الهدى
|
|
والأخ فوق الخل والصاحب
|
وهذا الشعر وغيره من مدائح المأمون لأهل البيت عليهم السلام
قد أثمر فيما بعد، حتى إنه بعد استشهاد الإمام عليه السلام
بثمان سنين أي في سنة (211 هـ) أمر المأمون أن ينادى:
(برئت الذمة ممّن يذكر معاوية بخير، وأن أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
علي بن أبي طالب)
.
____________________