حلّت الزهراء من قلب النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
المنزلة الرفيعة إذ كان يجد فيها السلوة والعزاء ، والصورة الطيبة التي تركتها خديجةعليهاالسلام
، والذرية الطاهرة. وشاركت الزهراءعليهاالسلام
النبي صلى الله عليه وآله وسلم
هموم الرسالة وعملت كثيراً للتخفيف عنه حتى قال عنها: (إنها أم أبيها).
وحين بلغت الزهراءعليهاالسلام
في بيت النبوة مبلغ النساء وقد نهلت من معين النبوة وسلسبيل الرسالة خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة في الإسلام والشرف والمال إلى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
وهو يردّهم بحكمة ردّاً جميلاً بقوله: إني انتظر
ــــــــــــ
فيها القضاء أو يقول: أنتظر أمر السماء
.
وفرح النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
بتقدم عليّ بن أبي طالب عليه السلام
لخطبة فاطمة الزهراءعليهاالسلام
وقال له:اُبشرك يا عليَّ فإن الله عزّوجلّ قد زوجكها في السماء من قبل أن أزوجكها في الأرض، وقد هبط عليَّ من قبل أن تأتيني ملك من السماء فقال: يا محمد إن الله ـ عزّوجلّ ـ اطّلع إلى الأرض إطلاعة فاختارك من خلقه فبعثك برسالته، ثم اطّلع إلى الأرض ثانية فاختار لك منها أخاً ووزيراً وصاحباً وختناً فزوّجه ابنتك فاطمة
عليهاالسلام
، وقد احتفلت بذلك ملائكة السماء. يا محمد إن الله ـ عزّ وجلّ ـ أمرني أن آمرك أن تزوّج علياً في الأرض فاطمة، وتبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طاهرين خيّرين فاضلين في الدنيا والآخرة
.
وأمام جمع من المهاجرين والأنصار أجرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عقد الزواج لقاء مهر يسير ليجعله سنّة تقتدي به الأمة. وحين وضع أثاث بيت الزهراء
عليهاالسلام
بين يدي الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم
وكان أكثر أوعيته من الخزف دمعت عيناه وهو يقول: اللهم بارك لأهل بيت جلّ آنيتهم من الخزف
وأبدى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
اهتماماً بالغاً في زواج ابنته الزهراء
عليهاالسلام
في كل تفاصيله، وقد تجلت ناحية من نواحي اهتمامه
صلى الله عليه وآله وسلم
بذلك في دعائه للزوجين يوم الزفاف إذ قال:
(اللهم اجمع شملهما وألّف بين قلبيهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنّة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة طيّبة مباركة واجعل في ذريتهما البركة واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ويأمرون بما رضيت)
.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم
أيضاً:(يا ربّ إنك لم تبعث نبياً إلاّ وقد جعلت له عترة اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة)
ثم قال:(طهّركما الله وطهّر نسلكما، أنا سلم لمن سالمكما
ــــــــــــ
وحرب لمن حاربكما)
.