بعد أن انتهت الثورة باستشهاد (الحسين صاحب فخ) وصحبه أخذ
الهادي يتوعّد الأحياء منهم، وقد ذكر سيدهم الإمام موسى قائلاً: والله ما خرج حسين
إلاّ عن أمره، ولا اتّبع إلاّ محبته، لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت. قتلني
الله إن أبقيت عليه .
وكتب علي بن يقطين إلى الإمام موسى عليه السلام بصورة الأمر
فورد الكتاب، فلما أصبح أحضر أهل بيته وشيعته فأطلعهم على ما ورد عليه من الخبر
فقال:ما تشيرون في هذا ؟ فقالوا: نشير عليك ـ أصلحك
الله ـ وعلينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبّار وتغيّب شخصك دونه.
فتبسم الإمام موسى عليه السلام ثم تمثّل ببيت كعب بن مالك أخي
بني سلمة وهو:
زعمت سخينة أن ستغلب ربّها = فليغلبنَّ مغالب الغلاب
وأقبل الإمام نحو القبلة ودعا بدعاء الجوشن الصغير المعروف
الوارد عنه عليه السلام ثم قال عليه السلام : (قد ـ وحرمة
هذا القبر ـ مات في يومه هذا والله و
( إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا
أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ )
) .
قال الراوي: ثم قمنا إلى الصلاة وتفرّق القوم فما اجتمعوا إلاّ
لقراءة الكتاب الوارد بموت الهادي والبيعة للرشيد
.
ــــــــــــ