ثالثاً: البناء العملي والانتماء الفكري:
ركّز الإمام الكاظم عليه السلام في تربيته للجماعة الصالحة
على ضرورة الانتماء الفكري والمعرفي لمدرسة أهل البيت عليهم السلام
، وتحرك الإمام عليه السلام بهذا الاتّجاه مستغلاً للنهضة الفكرية التي حقّقها
الإمام الصادق عليه السلام من قبل ، فقام بإكمال عمل أبيه في بناء الكادر المتخصص
فامتدّت قواعده من هذا النوع حتى ذكر له (٣١٩) صحابياً
كل منهم تلقى العلم والمعرفة من الإمام الكاظم عليه السلام وقد خضعت هذه الجماعة
بانتمائها الفكري إلى برمجة متقنة يمكنها مواجهة التحديات الثقافية والفقهية
والإبداع في ميدانها الخاص.
وفيما يلي نشير إلى جانب من نشاط الإمام عليه السلام بهذا
الاتّجاه:
قام الإمام موسى الكاظم عليه السلام بإعداد نخبة من الفقهاء
ورواة الحديث تقدّر كما ذكرنا بـ (٣١٩) شخصاً لكن قد تميّز من بين أصحابه ستة
بالصدق والأمانة وأجمع الرواة على تصديقهم فيما يروونه عن الأئمة عليهم السلام
على أنه اشتهر بين المحدثين ثمانية عشر فقيهاً ومحدّثاً من أصحاب الأئمة الثلاثة:
(الباقر والصادق والكاظم) وهم المعروفون بأصحاب الإجماع، ستة من أصحاب (أبي جعفر)
وستة من أصحاب (أبي عبد الله) وستة من أصحاب (أبي الحسن موسى عليهم السلام
)، وهم: (يونس بن عبد الرحمن)، و(صفوان بن يحيى بياع السابري)، و(محمد بن أبي
عمير)، و(عبد الله بن المغيرة)، و(الحسن بن محبوب السرّاد)، و(أحمد بن محمد بن أبي
نصر البزنطي) هذا في المجال الفقهي أما
الميادين الفكرية الأخرى ، مثل الكلام والقرآن واللغة وما شاكل ذلك ، فلها أيضاً
نخبة متخصصة فيها.
ــــــــــــ