١ ـ قال أبو يوسف للمهدي ـ وعنده موسى بن جعفر عليه السلام
ـ: (تأذن لي أن أسأله عن مسائل ليس عنده فيها شيء؟ فقال له: نعم. فقال لموسى بن جعفر عليه السلام
أسألك ؟ قال:نعم
.
قال: ما تقول في التظليل للمحرم؟ قال:لا
يصلح
. قال: فيضرب الخباء في الأرض ويدخل البيت؟ قال:نعم
.
ــــــــــــ
قال: فما الفرق بين هذين؟ قال أبو الحسن عليه السلام
:ما تقول في الطامث أتقضي الصلاة؟
قال: لا. قال:فتقضي
الصوم ؟
قال: نعم ، قال:ولم؟
قال: هكذا جاء. قال أبو الحسن عليه السلام
:وهكذا
جاء
هذا
. فقال المهدي لأبي يوسف: ما أراك صنعت شيئاً ؟! قال: رماني بحجر دامغ)
.
٢ ـ وكان أحمد بن حنبل يروي عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه حتى يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ثم يقول: وهذا إسناد لو قرئ على مجنون أفاق)
.
٣ ـ وحجّ المهدي فصار في قبر (قصر)
العبادي ضجّ الناس من العطش فأمر أن يحفر بئر فلمّا بدا قريباً من القرار هبّت عليهم ريح من البئر فوقعت الدلاء ومنعت من العمل فخرجت الفعلة خوفاً على أنفسهم.
فأعطى علي بن يقطين لرجلين عطاءً كثيراً ليحفرا فنزلا فأبطأ ثم خرجا مرعوبين قد ذهبت ألوانهما فسألهما عن الخبر. فقالا: إنا رأينا آثاراً وأثاثاً ورأينا رجالاً ونساءً فكلما أومأنا إلى شيء منهم صار هباءً، فصار المهدي يسأل عن ذلك ولا يعلمون.
فقال موسى بن جعفر عليه السلام
:(هؤلاء أصحاب الأحقاف غضب الله عليهم
ــــــــــــ
فساخت بهم ديارهم وأموالهم)
.
٤ ـ وعن هشام بن الحكم قال موسى بن جعفر عليه السلام
لأبرهة النصراني:(كيف علمك بكتابك ؟ قال: أنا عالم به وبتأويله. فابتدأ موسى
عليه السلام
يقرأ الإنجيل. فقال أبرهة: والمسيح لقد كان يقرأها هكذا، وما قرأ هكذا إلاّ المسيح وأنا كنت أطلبه منذ خمسين سنة، فأسلم على يديه)
.
٥ ـ وقال الشيخ المفيد: وقد روى الناس عن أبي الحسن عليه السلام
فأكثروا، وكان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتاً بالقرآن
.
٦ ـ أمر المهدي بتوسعة المسجد الحرام والجامع النبوي سنة (١٦١ هـ) فامتنع أرباب الدور المجاورين للجامعين من بيعها على الحكومة وقال فقهاء عصره بعدم جواز إجبارهم على ذلك فأشار عليه علي بن يقطين أن يسأل الإمام موسى بن جعفر عن ذلك فجاء جواب الإمام ما نصه بعد البسملة:(إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس فالناس أولى ببنائها، وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها)
، ولمّا انتهى الجواب إلى المهدي أمر بهدم الدور وإضافتها إلى ساحة المسجدين
.
٧ ـ طلب المهدي من الإمام الكاظم عليه السلام
أن يستدل له على تحريم الخمر من كتاب الله تعالى قائلاً له: (هل الخمر محرّمة في كتاب الله؟ فإن الناس إنّما يعرفونها ولا يعرفون التحريم. فقال الإمام عليه السلام
:بل هي محرمة في كتاب الله
. فقال المهدي في أي موضع هي محرّمة ؟ فقال عليه السلام
:قوله عزّ وجلّ:
(
إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
)
واستشهد على أن (الإثم) هي الخمرة بعينها بقوله تعالى:
(
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
)
. فالإثم في كتاب الله هو الخمر والميسر وإثمهما كبير، كما قال الله عزّ وجلّ
).
ــــــــــــ
والتفت المهدي إلى علي بن يقطين قائلاً له: هذه والله فتوى هاشمية. فقال علي بن يقطين: صدقت والله ياأمير المؤمنين. الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت. فلذعه هذا الكلام فلم يملك صوابه فاندفع قائلاً: صدقت يا رافضي)
.