كان الإمام عليه السلام
يعمّق ويجذّر علاقة الأُخوّة في الله ، ويضع لها التوجيهات المناسبة التي تزيد في التلاحم والتفاهم ، فمنها ما قاله عليه السلام
لخيثمة :( أبلغ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله والعمل الصالح وأن يعود صحيحهم مريضهم وليعد غنيهم على فقيرهم ، وأن يشهد جنازة ميّتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم وأن يتفاوضوا علم الدين فإنّ ذلك حياة لأمرنا رحم الله عبداً أحيى أمرنا )
.
وقال عليه السلام
في المواساة بين المؤمنين :( تقرّبوا إلى الله تعالى بمواساة إخوانكم )
.
قال محمّد بن مسلم : أتاني رجل من أهل الجبل فدخلت معه على أبي عبد الله فقال له حين الوداع أوصني فقال عليه السلام
:( أُوصيك بتقوى الله وبرّ أخيك المسلم ، وأحب له ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لنفسك ، وإن سألك فأعطه وإن كفّ عنك فأعرض عليه ، لا تملّه خيراً فإنّه لا يملّك وكن له عضداً فإنّه لك عضد ، وإن وجد عليك
ـــــــــــــــــ
فلا تفارقه حتى تحلّ سخيمته
وإن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فاكنفه وأعضده ووازره ، وأكرمه ولاطِفه فإنّه منك وأنت منه )
.
وقال عليه السلام
مبيّناً صفة الأُخوّة في الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
:( ستّ خصال مَن كُنّ فيه كان بين يدي الله عزّ وجلّ وعن يمين الله .
فقال له ابن يعفور : وما هنّ جُعلت فداك ؟ قال :يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعزّ أهله ، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعزّ أهله ويناصحه الولاية
( إلى أن قال )إذا كان منه بتلك المنزلة بثّه همّه ففرح لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه إن هو حزن وإن كان عنده ما يفرج عنه فرّج عنه إلاّ دعا له )
.
كما نجده يحذّر من بعض التصرّفات التي من شأنها أن تفسد العلاقة ، فقد قال عليه السلام
لابن النعمان :( إن أردت أن يصفو لك ودّ أخيك فلا تمازحنّه ولا تمارينه ولا تباهينّه ، ولا تشارنه ، ولا تطلع صديقك من سرّك إلاّ على ما لو اطّلع عليه عدوّك لم يضرّك ، فإنّ الصديق قد يكون عدوّك يوماً )
.
كما حذّر عليه السلام
من المجاملة على حساب المبدأ والتعاطف مع الخصوم فقال :( مَن قعد إلى سابّ أولياء الله فقد عصى الله ومَن كظم غيضاً فيما لا يقدر على إمضائه كان معنا في السنام الأعلى )
.
وقال أيضاً :( مَن جالس لنا عائباً ، أو مدح لنا قالياً أو واصل لنا قاطعاً ، أو قطع لنا واصلاً ، أو والى لنا عدواً ، أو عادى لنا وليّاً فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني
ـــــــــــــــــ
والقرآن العظيم )
.
وحذّر أيضاً من مرض الانقباض والشحناء مع الإخوان والمراء والخصومة فقال عليه السلام
: قال أمير المؤمنين عليه السلام
:( إيّاكم والمراء والخصومة فإنّهما يمرضان القلوب على الإخوان وينبت عليهما النفاق )
.