لقد أكّد الإمام عليه السلام
على محور مهمّ يمدّ الجماعة الصالحة بالقدرة والانتشار هو محور الانفتاح على الأمة وعدم الانغلاق على أنفسهم ، وقد حثّ الإمام شيعته على توسيع علاقاتهم مع الناس وشجّعهم على الإكثار من الأصحاب والأصدقاء فقد جاء عنه عليه السلام
:( أكثروا من الأصدقاء في الدنيا فإنّهم
ـــــــــــــــــ
ينفعون في الدنيا والآخرة ، أمّا في الدنيا فحوائج يقومون بها وأمّا في الآخرة فإنّ أهل جهنّم قالوا مالنا من شافعين ولا صديق حميم )
.
وجاء عنه أيضاً :( استكثروا من الإخوان فإنّ لكل مؤمن دعوة مستجابة )
.
وقال :( استكثروا من الإخوان فأنّ لكل مؤمن شفاعة )
كما أكّد الإمام عليه السلام
على مواصلة هذا الانفتاح وشدّه بآداب وأخلاق تدعو للتلاحم والتعاطف بين المؤمنين فقال :( التواصل بين الإخوان في الحضر التزاور والتواصل في السفر المكاتبة )
.
وقال عليه السلام
:( إنّ العبد ليخرج إلى أخيه في الله ليزوره فما يرجع حتى يغفر له ذنوبه وتقضى له حوائج الدنيا والآخرة
ومن الآداب والأخلاق التي تصبّ في رافد التواصل الاجتماعي هو المصافحة التي حثّ الإمام عليه السلام
عليها فقال :( تصافحوا فإنّها تذهب بالسخيمة )
.
وقال أيضا :( مصافحة المؤمن بألف حسنة )
.
وقال عليه السلام
في التعانق :( إنّ المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ، فإذا التزما لا يريدان بذلك إلاّ وجه الله ولا يريدان غرضاً من أغراض الدنيا قيل لهما : مغفور لكما ، فاستأنفا ، فإذا أقبلا على المسألة قالت الملائكة بعضها لبعض تنحّوا عنهما فإنّ لهما سرّاً وقد ستر الله عليهما ،
قال إسحاق : فقلت : جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما
ـــــــــــــــــ
وقد قال الله عزّ وجل :(
ما يلفظ من قولٍ إلاّ لديه رقيب عتيد
)
؟!
قال : فتنفّس أبو عبد الله الصعداء عليه السلام
ثمّ بكى حتى أخضلت دموعه لحيته وقال :يا إسحاق : إنّ الله تبارك وتعالى إنّما أمر الملائكة أن تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالاً لهما ، وإنّه وإن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فإنّه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السر وأخفى )
.