لقد تحدّثنا عن طبيعة الظروف السياسية وتناقضاتها والمظاهر الحياتية المضطربة ، والدور التخريبي الذي لعبته التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة في ضمير الأمة وفكرها وثقافتها وعلى رأس هذا المدّ المنحرف كانت سياسة الأمويين الظالمة التي استمرّت لزمن طويل نسبياً .
كما تحدّثنا عن خطّ الإمام عليه السلام
ومنهجه الإصلاحي العام مع الأمة ، حيث كانت الجامعة العلمية إحدى حلقات منهجه الإصلاحي الشامل .
ولم يقتصر نشاط الإمام عليه السلام
على بناء الجامعة العلمية وغيرها من الأنشطة العامة ; لأنّه كان يدرك جيداً أنّ هدفه الكبير هو الحفاظ على الإسلام الذي سوف يتعرّض للتعطيل إذا اقتصر على ذلك ولم يستهدف المحتوى الداخلي للأفراد ، ولم يسع لبناء الشخصيّات الصالحة التي تمدّ الساحة الإسلامية العامّة بعوامل القوّة والبقاء والحفاظ على الأمة والدفاع عن مقدّساتها .