ولإيضاح هذه النقطة نطالع بعض النماذج التالية :
النموذج الأوّل :
ويتضمّن تأكيد الإمام عليه السلام
على التثبّت والتحقيق وعدم التسرّع في الاستجابة لكل مَن يرفع شعار الثورة حتى ، ولو كان هذا الشعار هو شعار أهل البيت عليهم السلام
; لأنّ الإنسان إن لم يتثبّت لكان هو الخاسر ولكانت الخسارة عظيمة جداً ; لأنّه سوف يخسر الحياة التي سيحاسب على صغيرها
ـــــــــــــــــ
وكبيرها وسوف لا ينفعه الندم والتوبة إن قتل ; لا على بيّنة أو دليل قوي .
وفي هذا خير تحذير من الاختراقات السياسية التي كانت تحاول توظيف الوجود الشيعي لصالحها وتدّعي بأنّ لها صلة بالإمام لكنّها في الحقيقة كانت تريد الاستغفال .
لنقرأ ما جاء عن عيص بن القاسم حين قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول :عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له ، انظروا لأنفسكم فو الله إنّ الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي ، فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الّذي هو فيها ، يخرجه ويجيء بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها ، والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرّب بها ثم كانت الأخرى باقية فعمل على ما قد استبان لها ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت ، فقد والله ذهبت التوبة ، فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم إن أتاكم آت منّا فانظروا على أي شيء تخرجون
.
النموذج الثاني :
وفيه يشير الإمام عليه السلام
إلى أنّ المرحلة أحوج ما تكون إلى النماذج الصالحة والقدوة الحسنة لترفد المجتمع بسلوكها الصالح وفكرها الصائب .
فعن عمر بن أبان قال : سمعت أبا عبد الله يقول :( يا معشر الشيعة إنكم نُسِبْتُم إلينا ، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً ، ما يمنعكم أن تكونوا مثل أصحاب علي رضوان الله عليه في الناس ؟! إن كان الرجل منهم ليكون في القبيلة ، فيكون إمامهم ومؤذّنهم ، وصاحب أماناتهم وودائعهم عُودوا مَرضاهم ، واشهَدوا جنائزهم وصَلّوا في مساجِدِهم ولا يسبقوكم إلى خير ، فأنتم ـ والله ـ أحقّ منهم به )
.
ـــــــــــــــــ