كانت السلطة الحاكمة عندما تريد الانتقام من خصومها تلقي عليهم تهماً مستهجنة في نظر عامة الناس ، مثل شق عصا المسلمين ، وتهمة الزندقة ؛ لتكون مسوّغاً لاستباحة دمائهم وتحشيد البسطاء من الناس عليهم .
ومن هنا قالوا بأنّ ثورة زيد بن علي عليه السلام
هي خروج على سلطان زمانه (هشام بن عبد الملك) المفروضة طاعته من قِبل الله ! لأهداف كان يريدها زيد لنفسه .
وهذا الاتهام قد ردّ عليه الإمام الصادق عليه السلام
وحاربه حين قال :لا تقولوا خرج زيد ، فإنّ زيداً كان عالماً صدوقاً ولم يدْعُكم إلى نفسه ، إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولو ظفر لَوَفى بما دعاكم إليه ، إنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه
.
وحدث حوار بين يحيى بن زيد ورجل شيعي وكان الرجل يستفهم عن موقف زيد من يحيى بن زيد قال الرجل : قلت : يا بن رسول الله إنّ أباك قد ادّعى الإمامة وخرج مجاهداً ، وقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيمن ادّعى الإمامة كاذباً ! فقال : مَه يا عبد الله إنّ أبي كان أعقل من أنْ يدّعي ما ليس له بحق ، وإنمّا قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) عنى بذلك ابن عمّي جعفراً قلت : فهو اليوم صاحب الأمر ؟ قال : نعم هو أفقه بني هاشم
.